زهير السراج

علي محمود (رضي الله عنه ) !!


* إكتشف العلم في وقت سابق أن الإدمان ليس مرتبطاً فقط بالمواد الكيمائية أو الكحول فقط، وإنما يمكن أن يرتبط بسلوك معين، أو تناول مادة غذائية معينة رغم عدم احتوائها على أي مادة تسبب الإدمان، مثل حلوى الشيكولاتة التي قد يصل تناولها مرحلة الإدمان، مما جعل العلماء يصفون من يصل الى هذه المرحلة بالـ(شوكوهوليك) على وزن (ألكوهوليك) أو (مدمن الخمر) .. وهنالك إدمان الإنترتت، وإدمان مشاهدة التلفزيون ..إلخ، وكلها أنماط من الإدمان علي شيء أو سلوك معين، وإن كان مختلفاً عن الإدمان المعروف !!

* وهنالك نوع من الإدمان يرتبط بشكل أساسي بالمسؤولين في بلادنا، خاصة الذين فقدوا البريق، فلقد أدمن بعض هؤلاء (السُخرية من الرأي العام عليهم) .. فلا يرتاح الواحد منهم إلا إذا سخر الناس منه، هادفاً الى البقاء تحت الضوء، ولو على حساب شخصيته !!
* كثيرون جداً، منهم الوزير السابق للمالية علي محمود، أدمنوا اطلاق التصريحات التي يعرفون سلفاً أنها ستجلب لهم السخرية، ولكن ليس هذا مُهماً، ولا يعنيهم في شيء، ولكن المُهم أن يظلوا تحت دائرة الضوء بأي ثمن، ولو كان السخرية الموجعة التي يقابل بها الناس تصريحاتهم، فأدمنوا هذه السخرية، وصاروا (سُخروهوليك) !!

* السيد الوزير السابق إستكثر علينا أكل رغيف القمح قائلا: ” إن الشعب السودانى يريد أن يأكل قمح على مستوى الاتحاد الأوروبي فيما تأكل كل البلدان المجاورة قمحاً مخلوطاً.. ثم كرر نصيحته الغالية بأن نعود الى أكل (الكِسرة)، وقال رداً على إحدى النائبات التي وصفت العام القادم بأنه سيكون عام الرمادة، بأنه لن يكون عام رمادة، وحتى لو كان كذلك، فماذا نساوى نحن مع عمر بن الخطاب الذي حدثت الرمادة في عهده؟) ..!!

* وأبدأ بالاجابة على سؤال الوزير السابق المحترم (ماذا نساوي نحن مع عمر بن الخطاب؟)، وأقول له، أنتم لا تساوون عمر بن الخطاب ولا حتى ظفره، ولا نختلف معكم في ذلك، فعمر بن الخطاب لم يكن ينام في قصر تبلغ قيمته أكثر من (مليون ونصف مليون دولار أمريكي)، وإنما تحت الشجرة، ولم يكن يخصص الجزء الأكبر من الموازنة العامة للدولة (بيت المال) لحماية نفسه وأسرته، ولم يكن يهرب للعلاج في أمريكا أو (بلاد العجم) على حساب الشعب المسكين عندما يشعر باحمرار في عينيه، ولم يكن يأكل إلا ما يأكله الشعب، بعد أن يطمئن الى أن كل الشعب قد أكل، بل حتى الحيوانات كان يخشى أن يحاسبه الله عليها إذا قصّر في حقها!!

* أظنك سيدي تحفظ حديثه عن (البغلة)، وأكرره هنا على مسامعك، إن كنت لاهياً عنه بالدنيا التي فتحت لك ذراعيها فجأة فأصبحت تدمن الهضربة: ( لو عثرتْ بغلة في العراق لسألنى الله عنها لِمَّ لمْ تمهد لها الطريق يا عمر)، فأين أنتم سيدي من عمر بن الخطاب، وكم خصصتم في ميزانيتكم لعلاج وتعليم الناس دعكم من تمهيد الطريق لهم، وليس لبغالهم وحميرهم؟!

* تستنكر، سيدي، على الشعب أن يأكل قمحاً في مستوى الإتحاد الأوروبي، وتطلب منه أن يأكل القمح المخلوط، أو يرجع لأكل (الكسرة)، ولا أريد أن أكرر لك سخرية الناس من هذا الطلب وما قالوه لك من قبل عن تكلفة (الكسرة) التي لا تُصنع من القمح الأوروبي، وإنما من الذرة التي تزرع في السودان، ولكن من أين لك أن تعرف، وأنت تسكن في قصر تبلغ قيمته (مليون ونصف مليون دولار)، ولا يهمك كم تبلغ تكلفتها حتى لو بلغت الثريا، وكم فماً تطعم (كسرة) بخمسين جنيهاً في الوجبة الواحدة!!

* هل تعرف من يأكل الذرة في أوروبا، سيدي الوزير السابق، وعلى كل حال فإنهم افضل حالاً منا، لأنهم لا يسمعون كل يوم من يمن عليهم بأنهم يستمتعون بأكل ما لا يستطيع (البني آدمين) أن يأكلوه في السودان، ثم ينهال عليهم ضرباً بالسياط !!
* أما قمح الإتحاد الأوروبي، فنحن لا نستحق أن نطعمه كما قلت، وإنما تستحقه الأفواه التي لم تأكل خبزاً مصنوعاً بالقمح، إلا عندما صار أصحابها من أهل السلطة، وسكنوا القصور الفاخرة (رضي الله عنهم، وزادهم ثراءً ونعيماً ومسخرة)!!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. أيها الوزير السابق التمساح يمكنك أن تمن علينا بالقمح لو كان مدعوما كما هو في كثير من البلدان … ولكنم رفعتم الدعم عن كل شئ …. لقد إنخفضت أسعار القمح عالميا كما البترول ولكنكم تزيدون أسعارها وتسمون ذلك رفع للدعم …. وهانت البتزا حتى أكلها بني إنقاذ .