استشارات و فتاوي

تزوجت ثم اكتشفت أن زوجها حي! فهل الزوجة من حق الأول أم الثاني؟


إذا سافر شخص للحرب وترك زوجته وأولاده عدة أعوام ، وبعد ذلك بلغهم خبر استشهاده. الزوجة بعد العدة تزوجت برجل آخر كأنها أرملة، وبعد فترة عاد زوجها الشهيد (الأول)، فهل الزوجة من حق الشهيد (الأول) أم من حق الثاني؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فهذه المسألة معروفة عند أهل العلم بزوجة الغائب أو المفقود، والواجب على هذه الزوجة أن تمسك عن الزواج حتى يتبين موته أو فراقه لها، وقد اختلف أهل العلم في المدة التي تتربص بها المراة قبل أن تتزوج غيره؛ ومذهب المالكية أن المفقود في بلاد الإسلام يؤجل أربع سنين بعد البحث عنه، ثم تعتد زوجته عدة الوفاة، وبعدها تحل للأزواج، وأما المفقود في قتال بين المسلمين والكفار- كما هي الحالة المسئول عنها- فإنه يؤجل بعد النظر والكشف عنه ثم تعتد زوجته.
وذهب الحنابلة كذلك إلى أن تتربص أربع سنوات، ثم تعتد عدة الوفاة أربعة أشهر وعشراً، وبعدها جاز لها أن تتزوج؛ استدلالاً بما رواه عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، أنه جاءته امرأة فقد زوجها، فقال (تربصي أربع سنين) ففعلت، ثم أتته، فقال عمر (تزوجي من شئت) رواه الدارقطني، وهذا القول مروي عن غيره من الصحابة كعثمان وعلي وابن عباس رضي الله عنه.
فإذا كانت الحرب التي سافر إليها هذا الشخص هي التي تدور في رحاها في جنوب السودان؛ فالرجل كان مفقوداً في دار الإسلام ، وكان الواجب على زوجته أن تتربص أربع سنين ، وحيث إنها قد تعجلت بالزواج قبل مضي هذه المدة فإن زواجها من الرجل الآخر لا يصح ويجب فسخه، وتبقى زوجة للأول ، ويكون ذلك بالرجوع إلى القضاء حال حصول النزاع، والله تعالى أعلم.

الشيخ: د. عبد الحي يوسف