منوعات

أيهما أفضل .. أن تصلي المرأة التراويح في بيتها أم في المسجد؟


صلاة التراويح سنة مؤكدة للرجال والنساء، وأداؤها جماعة في المسجد سنة كفاية لأهل الحي، فلو قام بها بعضهم سقط الطلب عن الباقين وتسمى «قيام رمضان» وهي شعيرة من شعائر شهر رمضان المبارك وهي عنوان للسمو الروحي والرقي الإيماني للمسلم. فهل للمرأة ان تصلي صلاة التراويح في المسجد ام أفضل لها ان تصليها في بيتها؟ هذا ما يوضحه لنا د.جاسم مهلهل الياسين:

يوضح لنا د.جاسم مهلهل الياسين حكم صلاة المرأة للتراويح في جماعة بالمسجد أم انها تصلي في بيتها وأيهما أفضل؟ فيقول: لا شك ان للجماعة فضلا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته، وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا» الحديث متفق عليه، وحديث مسلم في رواية ابن مسعود انه قال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى، وأن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه على وجه الإطلاق، وجاء بعد ذلك تخصيص للمرأة رأفة ورحمة بها ولإعطائها الوقت الكافي للمهام المنوطة بها على وجه الخصوص، ومراعاة لضعفها الطبيعي في التحرك والخروج للجماعات، والناظر في الاحاديث المرغبة في صلاة الجماعة والمرهبة من تركها يجد ان النص فيه خطاب للرجل، كما ذكر ان أحاديث رفع الحرج عن المرأة في حضورها للجماعة في المسجد من باب تطييب الخاطر للمرأة وجبر لها عند عدم حضورها للمسجد، كما رفع الحرج عنهن لحضور الجهاد في بيانه صلى الله عليه وسلم ان جهادها لا شوكة فيه وهو الحج.

أدلة نبوية

واستشهد د.الياسين بعدة أحاديث فذكر منها: عن أم حميد امرأة ابي حميد الساعدي رضي الله عنها انها جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله اني أحب الصلاة معك، قال: قد علمت انك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي» حسنه الشيخ ناصرالدين الألباني.

وأيضا نتذكر حديثا آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن» صححه الشيخ ناصر الدين الألباني.

وقال د.الياسين: الناظر في الاحاديث يرى انها وإن كانت في صيغة العموم إلا انها الى الحديث عن الصلوات الخمس أقرب لأنها متكررة وفيها عناء ومشقة ولو انها أخذت حكم الرجال في التأكيد على المجيء للمسجد مادام يسمع النداء كما في الأحاديث الواردة في ذلك والتي فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم لابن ام مكتوم: «تسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح» قال: نعم، قال: «فحيها» صححه الشيخ ناصر الدين الألباني.

أفضل أحياناً

وبين د.الياسين ان صلاة التراويح للمرأة في المسجد عموما او في المسجد الحرام بالنسبة للمرأة التي لا تستطيع ان تقوم بالليل وحدها فيكون ذهابها للمسجد أفضل، ففي ذهابها عون على الطاعة وإيجاد بيئة خير وعلم تخفف عن المرأة معاناة وجودها في اجواء كثر فيها اللهو واللعب، وقل فيها التذكير بالله ووعظ النفس، كما ان المرأة اليوم تخرج لوظيفتها وطبيعتها وسوقها، وغير ذلك كثير.

وأكد ان الحكم في خروج نساء اليوم الى المساجد يختلف لو كانت نساؤنا من ذوات الخدور، ثم إن صلاة القيام فترتها محدودة من حيث الوقت ويكون فيها نفع كبير، كما ان النبي صلى الله عليه وسلم أمر النساء بالخروج لصلاة العيد ليشهدن الخير، بل حتى الحائض تخرج ولا تصلي، والخير في صلاة القيام بين على طول ايام رمضان، وفي العشر الاواخر أكثر، والاحاديث مستفيضة في كتب الترغيب والترهيب.

وزاد: والذي يظهر ان المرأة لا تستطيع القيام لصلاة التراويح والتهجد بمفردها وليس عليها حرج في مجيئها للمسجد فتأتي بكامل حجابها والتزامها، وذلك أفضل من تركها لصلاة القيام بسبب عدم أفضلية الذهاب للمسجد.

صحيفة الأنباء