صلاح الدين عووضة

اليتيم !!


*طار من الفرح عند نقله إلى ثانوية بنات..

*وبعد أشهر طار من الفرح عند نقله من ثانوية البنات هذه..

*وهذا الذي حدث لزميل دراسة ليس لغزاً من ألغاز الرياضيات التي يُدرِّسها..

*فقد تمنى منذ لحظة تعيينه أستاذاً أن يكون في بيئة (رقيقة)..

*بيئة تتلاءم ورقيق طبعه المحب للطافة…والأناقة…والنظافة…والكياسة..

*وهذه البيئة أبعد ما يكون منها أولاد رماه حظه في (فصولهم)..

*أو رماهم حظهم- هم – في سكة معلم دائم التذمر من كل ما هو (دشن)..

*وبعد شهر في ثانوية البنات تمنى العودة إلى (الدشنين)..

*إلى الذين لم يلفت انتباههم – ولو مرة- بنطلونه الواحد…وقميصاه الاثنان..

*وكره مفردة (اليتيم)…..إشارة إلى بنطلونه اليتيم..

*فكل بنات الفصل- دونما استثناء- لاحظن (وحيده) هذا…وتغامزن بهذه المفردة..

*وقبل أيام كشفت ميشيل أوباما سراً عجيباً عن زوجها..

*قالت إنه لم يرتد طوال فترة حكمه سوى بدلة (وحيدة) في المناسبات..

*وزوج حذاء (يتيم)…..لم يكن ينتعل غيره..

*يعني الرئيس السابق لأقوى دولة في العالم كان مثل صديقي أستاذ الرياضيات..

*كان مثله ، يتيم البنطلون…..وحيد الحذاء..

*وتتساءل ميشيل متعجبة: كيف لم يكتشف العالم ذلك؟..

*لا أهل الصحافة…ولا السياسة…ولا العلم…ولا الفن…ولا حتى المخابرات..

*ولو قالت (ولا حتى النساء) لكان العجب في محله تماماً..

*فمن الغريب حقاً أن لا تنتبه لذلك واحدة- بالغلط – من (نساء حول الرئيس)..

*وقد يكمن السبب في اللون (الخادع) للبدلة…والحذاء..

*ومع هذا الخداع اللوني بعدٌ عن أي تميز شكلي- وتفصيلي- يلفت الأنظار..

*فكله غامق وداكن و(عادي)، البدلة…والحذاء……وأوباما..

*وسياساته نفسها كانت غامقة…وباهتة…و(عادية)….لم تشد انتباه العالم..

*وكان له نهج يتيم…ووحيد……..لا يحيد عنه..

*نهج لا طعم له…ولا لون…ولا رائحة….يتمثل في كلام كثير هو ذاته (رمادي)..

*وخلاصته : لا فعل…لا إجراء…لا مبادرات…..فقط (تردد)..

*وكانت فترة حكم طويلة غامقة…غامضة…قاتمة……..لا إثارة فيها..

*وربما الإثارة (الوحيدة) هي التي عرفناها الآن فقط..

*عرفناها من ميشيل بعد أن لم يعد زوجها رئيساً…وهي اللبسة (الوحيدة)..

*وصاحبنا ذو البنطلون (الوحيد) ليته يعرفها كذلك..

*يعرفها كي يطير فرحاً للمرة الثالثة……..ولو بأثر رجعي..

*شريطة أن تعرف بذلك – أيضاً- كل من كانت تسميه (اليتيم) من طالباته..

*فرئيس أمريكا نفسه كان مثله…(يقشر) ببنطلون يتيم..

*بدلة وحيدة…وجزمة وحيدة…وبنطلون وحيد……وعند ميشيل هو (الوحيد)..

*وصديقنا هذا أستاذ- ما زال- اجتمع أمامه الأولاد والبنات..

*أستاذ جامعي (امتلأ) دولابه بالملابس……و(فرغ) رأسه من الشعر..

*وانتقلت (أزمته) من أسفل………إلى أعلى..

*وبدأ يحس فعلاً إحساس (اليتيم !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة