الطيب مصطفى

بين معتمد بحري والوجود السوري!


عجبت لمعتمد بحري الذي قال إنه وجه بإجراء دراسة وحصر للسكان السوريين الذين يقطنون منطقة كافوري وإنه وجه بمنع (العزابة السوريين) من السكن بالمحلية مع استثناء الأسر السورية وأشار إلى أنه (يتحسب) لتصرفات السوريين بالمحلية.

أعجب أن تصدر مثل هذه التصريحات من هذا المعتمد الذي ربما توهم أنه أصبح رئيساً للسودان يحق له أن يصدر قرارات (رئاسية) لا تسري إلا على محليته دون غيرها من ولايات ومحليات السودان.

هذا الرجل ، ربما جراء جهل بحدود وصلاحيات منصبه ، لا يعلم أن من شأن مثل هذه التصريحات العنصرية المسيئة لإحدى الجاليات المقيمة بالسودان أن تُحدث مشكلة سياسية ودبلوماسية مع البلد الذي تنتمي إليه تلك الجالية وأكاد أجزم أنه لولا الظروف الاستثنائية التي تمر بها الدولة السورية لأقامت الدنيا وأقعدتها احتجاجاً وغضباً على هذه المعاملة الانتقائية لجاليتها دون سائر الجاليات التي يحتضنها السودان.

مما يثير الدهشة أن يجهل ذلك المعتمد أن قرار إدخال السوريين بدون تأشيرة أصدره رئيس الجمهورية تفعيلاً لمبدأ المعاملة بالمثل وكذلك تقديراً للظروف الإنسانية القاهرة التي يمر بها الشعب السوري والتي حملت دولاً أوربية مثل ألمانيا على استضافتهم بدون الحصول على تأشيرة وكذلك تركيا (أردوغان) التي تميزت على الدنيا بعطاء كبير للاجئين من جيرانها السوريين لم تسبقها إليه دولة أخرى في العالم.

سوريا يا رجل هي الوحيدة التي ظلت منذ زمان طويل لا تطلب تأشيرة من مواطني الدول العربية وظل السودانيون يدخلونها دون أي عائق من تأشيرة أو غيرها كما ظلوا يقيمون بها كما يشاؤون وظللنا نزورها منذ عشرات السنين ولا نجد غير الترحيب والاحترام من شعبها الودود وما كان مواطنوها مضطرين إلى الهجرة من أجمل وأعرق بلاد الدنيا (ارض الرسل والأنبياء) إلى السودان أو غيره لولا الشديد القوي الذي أجبرهم على ذلك بعد أن انفجرت بلادهم بحريق كبير لا يزال يفعل بها وبشعبها الأفاعيل.

بمجرد أن تفاقمت الأزمة وتصاعد لهيب الحرب الأهلية في سوريا واشتد القصف ودمرت المدن وشرد السكان من دورهم وبلادهم وتوافد السوريون نساء ورجالاً وأطفالاً على السودان في ظروف إنسانية قاهرة وقاسية هب نفر كريم من السودانيين وكونوا لجنة عليا لإغاثة الوافدين السوريين الذين فر كثير منهم بدون أن يحملوا معهم أي شيء من حطام الدنيا واستنفرت اللجنة المجتمع السوداني وأجهزة الدولة من خلال القيم الإسلامية المركوزة في نفوس أبناء السودان وكانت الاستجابة كبيرة وهل كان شعب السودان على مر العصور إلا كذلك وهل اشتهر بين شعوب الدنيا إلا بخصائصه المتفردة في التكافل والتراحم وإغاثة المنكوبين وتفريج كرب المكروبين؟

حظي موقف السودان وشعبه الكريم في مؤازرة ودعم المهاجرين واللاجئين السوريين بتقدير كبير إقليميا ودولياً وبثت القنوات الفضائية بما فيها (قناة الجزيرة) تقارير رائعة حكت عن المعاملة الكريمة التي لقيها المهاجرون السوريون في السودان والذين قارب عددهم المائتي ألف فرد ولا أشك أن معظمهم سيعودون إلى بلادهم بمجرد أن تنجلي الأزمة الحالية ويعود السلام إلى ربوع الشام مما رأينا بشائره هذه الأيام .

لم يكن كل الوافدين السوريين من المعدمين فقد جاء عدد مقدر من رجال الأعمال الذين استثمروا أموالهم وأنشؤوا المصانع وأقاموا عشرات المشاريع الناجحة.

للأسف الشديد كان هناك بعض المتربصين والمبغضين للوجود السوري لأسباب معلومة فأخذ هؤلاء يضخمون بعض الحوادث الفردية من بعض المنحرفين في تجاهل غريب لحقيقة أنه لا يوجد مجتمع ملائكي في هذه الدنيا فكل مجتمع فيه الصالح وفيه الطالح وأشهد أن غالب السوريين رجالاً ونساء مثالاً للأدب والسلوك القويم فهم الذين تضج بهم وبأطفالهم المساجد في الأحياء التي يتركز وجودهم فيها وهم الذين أدخلوا قيم عمل جديدة جراء تميزهم بالجد والهمة والنشاط.

من تلك الحالات التي ضجت بها مانشيتات بعض الصحف السودانية ونالت من سمعة السوريين أذكر واقعة كنت متابعاً لها اضطر فيها أحد السوريين إلى استخدام السلاح الناري ولو كنت مكانه لفعلت ما فعل سيما وأنه برئ من قبل القضاء.

أحكي لكم باختصار تلك الواقعة التي حدثت في حي كافوري ويمكن أن يسأل عنها الفريق شرطة صلاح خليفة المقيم بحي كافوري والذي اضطلع على تفاصيلها فقد اعتدى شبان سودانيون يركبون رقشة على سوري كان يسير في الشارع وانتزعوا منه لاب توب وموبايل كان يحملهما وقاوم الشاب بمعاونة آخرين أولئك المعتدين واسترجع الجهازين.. في الليل جاء أولئك الشبان السودانيين إلى منزل الشاب السوري وهم يحملون سكاكين وعكاكيز واعتدوا على سكان المنزل الذين أصيب بعضهم فقام أحد أفراد المنزل بإطلاق النار في الهواء من سلاح مرخص بغرض إخافة المعتدين بدون أن يصيب أيّاً منهم.

مما تجدر الإشارة إليه أن ذلك السوري جاء إلى السودان مستثمراً منذ عدة سنوات قبل انفجار الحرب الأهلية في سوريا وأقام في السودان عدة مصانع وعمارات ومزارع لتربية العجول وهو معروف بين جيرانه ، ممن يصلون معه في المسجد القريب من داره ، بالاستقامة وأفعال البر والإحسان .

نرجع لمعتمد بحري لنقول له إنك تجاوزت صلاحياتك وارتكبت خطأ فادحاً فإن صح ما تناقلته الوسائط فعليك أن تعتذر فوراً وإلا فعليك أن تصحح ما ورد في الصحف والأسافير .

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫3 تعليقات

  1. انت تنظر للمادة فقط وليس عليك بما يفعلون من دخول المخدرات وتصوير الافلام الخليعة والصيد الجائر و و ووو .. اهم شئ انه مستثمر لايهم من اين اتي بهذه الاموال عبد الله بن سلول كان يقيم الصلاة مع افضل خلق الله وفضحه الخالق سبحانه وتعالي لاتدافع عنهم انهم غير الضر لا تستفيد منهم خلينا مع كسرتنا وويكتنا لانريد هوت دوك ولا صبة ولا تبولة يا هذا .

  2. هذا الطيب مصطفي لا يفقه شي يدافع عن مروجي المخدرات ومزيفي العملات والدعارة في السودان. انت ذبحت الثيران عندما انفصل جنوب السودان . هل السوريين افضل من الجنوبين.
    هذا دليل قوي لوجود مصالح شخصية بين الطيب مصطفى والسوريين.
    اتق الله ياجاهل هذا المعتمد رجل شريف يحب بلده ويحافظ على المجتمع من مروجي المخدرات…

  3. انت بصفتك مين تتحدث بهذا الاسلوب وتوبخ معتمد شغال شايف شغله ليه تتكلم بحرقه كده عن السوريين وترفع مقامهم فوق راس السودانيين
    وتمجد فيهم السورين اول ما جو السودان اشترو الجوازات السودان واليوم يتريقو من الشرطي السوداني اللي قيمته 10$ فهمت
    وتاني شي شغالين قلة ادب وتجاره شمال وصيد شمال ومعاكسات وقلة ادب مع بنات ديرتك ولا عاجبك الشغله
    ولا انت بتتكلم كده عشان وجود السورين داعم لموقف السودان دوليا ومساله الارهاب
    والمحكمة الجنائيه
    ما خلاص هي قليله 29 سنه عموما لو كان معتمد بحري يتحدث عن الجنوبين ما كان جريت قلمك حتي لو كتبت كنت حتمدح فيه
    متي كتب صحفي حر في معاناة الشعب السوداني
    اول عام بعد استغلال السودان كان قيمة الجنيه السوداني 2.500 قيمة ذهب متداول عالميا
    واليوم 40.000 مقابل الدولار
    اكتب في صفوف البنزين وصفوف الغاز وغلاء الادويه وبيع السفن و افلاس سودانير وبيع السودان
    مش تقول السوريين