تحقيقات وتقارير

أفتُتح رسمياً أمس طريق “أم درمان ـ بارا” .. (الوعد) أضحى واقعاً


أخيراً تحقق الحلم وبات طريق “أم درمان- جبرة الشيخ – بارا” واقعاً معاشاً بعد مخاض طويل من الرجاء وأمل أقعده اليأس لعقود متلاحقة ظل خلالها أهل كردفان يزرعون الأمنيات ويحصدون الوعود لتنفيذ “طريق الصادرات” من الخريطة إلى الطبيعة، حلم ظل يراود أهل “الغرة” ليختصر المسافات القصية ويطوي المعاناة والوحل ليشق “الأسفلت” كثبان الرمال جنباً إلى جنب مع تنمية جافت المساحات المترامية الأطراف من غرب أم درمان حتى بارا، تنمية ينتظرها أهل المنطقة ليكتمل شعار النفير “موية طريق مستشفى” لتكون “النهضة خيار الشعب” وفقاً لما أكده رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، خلال افتتاحه الطريق رسمياً أمس “الأحد” من منطقة “أم إندرابة” بمحلية جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان.

طول الطريق

يبلغ طريق “أم درمان –جبرة الشيخ- بارا” بعد تعديل مساره إلى قطاعين “341” كيلو متراً، القطاع الأول يبدأ من “بارا – جريجخ” والتعديل الثاني يبدأ من “الحجاب – رهيد النوبة” وذلك لمواكبة الخريطة الاستثمارية لولايتي الخرطوم وشمال كردفان مع مراعاة تفادي مناطق تجميع المياه، وشملت المرحلة الثالثة “رهيد النوبة – أم إندرابة – نادك” بطول “94” كيلو، والمرحلة الرابعة والأخيرة قطاع “نادك – أم درمان” بطول “32” كيلو، وأهم المناطق التي يربطها الطريق “الأبيض، بارا، جريجخ، أم قرفة، جبرة الشيخ، الحجاب، رهيد النوبة، أم إندرابة وأم درمان”. ويختصر طريق “أم درمان – بارا” المسافة من الخرطوم إلى الأبيض بحوالي “300” كيلو متراً، فضلاً عن أنه يعتبر مدخلاً رئيسياً لولايات كردفان ودارفور بجانب الربط مع دول الجوار “تشاد، أفريقيا الوسطى، ودولة جنوب السودان”، ويُعول على الطريق كثيراً لجذب الاستثمار وتنمية الصادرات من وإلى مناطق مختلفة فضلاً عن إنعاش المناطق الواقعة على مساره لما تمتاز به من أراضٍ خصبة وإنتاج حيواني وفير.

اختصار المسافة

خلال مخاطبته حشداً جماهيرياً غفيراً بمنطقة “أم إنداربة” بمحلية جبرة الشيخ عقب افتتاحه الطريق رسمياً أمس، وصف رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، المشروع بـ “الحلم”، وأشار إلى أحاديث مشفقين وبعضهم شامتين بأن إعلان تنفيذ طريق “أم درمان ـ بارا” بأنه استهلاك سياسي في ظل معاناة البلاد اقتصادياً خاصة بعد فقدها بترول الجنوب، وقال “أحمد هارون ما بغش ولا نحن بنغش والمثل بقول الراجل بربطوه من لسانو”، وأكد أن الطريق اختصر المسافة من الخرطوم إلى الأبيض عبر “كوستي” إلى النصف، وأضاف “الزول يقوم من الخرطوم يفطر في النهود ويتغدى في الفاشر”، وأشار إلى أن السفر في السابق كان عبر “اللواري” ويستغرق سته أيام. وأكد البشير أن تنفيذ الطريق تم بأيادٍ سودانية خالصة عبر شركة زادنا”، وقال “قبل الإنقاذ كانت لا توجد شركة وطنية تنفذ كيلو واحد في الطرق”، وأشار إلى أن والي الولاية أحمد هارون سمى طريق “أم درمان ـ بارا” بـ “طريق الصادرات”، وقال “هارون بيعرف يلحن كويس لأن الطريق ليس لكردفان فقط بل لدول الجوار لتصدر عبره عن طريق ميناء بورتسودان” وتعهد بربطه بطريق آخر على الضفة الغربية من النيل يُخصص للشاحنات في طريقها إلى موانئ البلاد، وأعلن البشير أن الخطوة الثانية من الطريق ربطه بخط كهرباء لتنمية المشاريع الأخرى وتكملة البنيات التحتية بقيام مدن محورية وإنشاء محطة جمارك بـ “جبرة الشيخ”.

زيرو عطش

وفي سياق آخر، جدد البشير التزام الحكومة بحل مشاكل المياه في كردفان وكل السودان وفقاً لمشروع “زيرو عطش”، وأشار إلى أن حل مشكلة مياه الأبيض ظلت عقبة أمام جميع الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد، وقال “كانت المياه في السابق تأتي للأبيض عن طريق السكة الحديد من الرهد وتُقسم بالصفيحة من قبل قائد الهجانة”، وأشار إلى افتتاح مستشفى الأبيض اليوم “الإثنين” لإنهاء معاناة مواطني الولاية للسفر للعلاج في الخرطوم والخارج، وقال “عهدنا ليس مستشفى الأبيض فقط وإنما كل حواضر المحليات ستكون فيها مستشفيات مرجعية ومشروعات مياه”.

تنمية الصادرات

من جانبه، قال وزير النقل والطرق والجسور، حاتم السر، إن طريق “أم درمان ـ بارا” يُعد واحداً من أكبر مشاريع التنمية في البلاد مؤخراً لجهة أنه يرفع المعاناة ويُخفف أعباء المعيشة ويُحقق شعارات الحوار الوطني، وقال “كان أهل الولاية يحلمون بطريق طال انتظاره وتحقق اليوم رغم المؤامرات والحصار، والطريق ليس فقط شرياناً يربط الوسط بالغرب وتنمية الصادرات، بل هو نجاح وتحدٍّ”، وأضاف السر “نبشركم أن الطريق لا فيهو شق لا فيهو طق، نفذ بأحسن المواصفات”، وأعلن عن حافز مرتب شهرين لكل منسوبي وزارة النقل والطرق والجسور، وتعهد بحل كافة المعوقات التي تعترض عمل شركات الطرق في البلاد، وأشار إلى أن الحكومة خلال الفترة الماضية أنجزت “11” ألف كيلو متر من الطرق، وأكد أن وزارته تعمل حالياً على تنفيذ “7” آلاف كيلو متر أخرى.

وأقر بأن البلاد تمُر بمشاكل اقتصادية وقطع بأن مسار التنمية هو الحل، ودعا لضرورة المُحافظة على الاستقرار، وقال “يجب أن لا نسمح بأي فتن لأن السودان صمام أمان لكل دول المنطقة العربية والأفريقية”.

مبادرة النفير

وأكد والي شمال كردفان، أحمد هارون، بأن أهل شمال كردفان لم ينتظروا وعد رئيس الجمهورية بتنفيذ الطريق وبادروا بـ “النفير” الذي انتظم كافة قطاعات المجتمع، وأكد أنها تدافعت للمساهمة في تحقيق الحلم، وقال “للطريق قصة وكلام تم بتاريخ 23 /1/ في 2013 بعد أن استلم الرئيس وثيقة النفير من المشير الراحل عبد الرحمن سوار الذهب”، وأعرب هارون عن شكر حكومته لشركة “زادنا” المنفذة للطريق، وأشار إلى أنه كان مُخططاً أن تنفذه شركة أجنبية، ولكن بعد أن تعذر التمويل دخلت الشركات الوطنية، وقال “هذا يؤكد أن الدولة عظمها قوي وأن الوطن أمانة في أعناقنا، ولا بد أن نحافظ عليه”، وأضاف “هذه منصاتنا الثلاث الطريق، والماء والمستشفى”، وشدد على أن شروط النهضة المحافظة على وحدة البلاد وقيادتها.

وأعلن أن الخطوة القادمة تتمثل في كيفية جعل الطريق محفزاً للاقتصاد لتكرار تجارب مثل ما تنفذه شركة “نادك” السعودية في مجال الزراعة بالولاية، وضرورة تبني مشاريع مُماثلة من قبل الجمعيات والخريجين وقال “نحلم أن نُحول المنطقة إلى خضراء من أم درمان حتى بارا”.

أم إندرابة- بارا: محمد جادين
صحيفة الصيحة.


‫2 تعليقات

  1. اخيرا الحلم اصبح حقيقة الف مبروك الاهل والاخوان ببارا

  2. أصبح الطريق سالكا للعاصمة ومزيدا من هجرة الريف للمركز حيث الخدمات متوفرة على قلتها , كان ينبغي توفير الخدمات للريف أولا للحد من الهجرة