تحقيقات وتقارير

أستشهد بعضهم بالرصاص الحي .. الأطفال في المواكب .. (شافعنا بيرى الموت في الركاب سُنة)..!!


*طفل: خرجت في المواكب رافضاً لبقاء البشير لأنه قتل السودانين
*معلمة: الثورة قدمت للأطفال دروساً وطنية ومعاني للحرية افتقدوها في المقررات الدراسية

*تربوية: مشاركة الأطفال في المواكب دليل لعلمهم بما يجري في الساحة السياسية
قانونية: يجب تقدير الموقف من قبل ولي أمر الطفل من حيث أمان وسلامة الموكب

*مدرب تنمية بشرية: أتمنى أن يكون للأطفال موكباً بإسم (مليونية الأطفال)
*إعلامي: وجود الأطفال في المواكب السلمية يعتبر مجازفة بأرواحهم

لولا إعلان لجنة الأطباء المركزية أن بين القتلى طفل عمره ثماني سنوات في أحداث فض الأعتصام الشهيرة لأصبح الطفل شوقي الصادق إسحق محمدين البالغ (13 عاماً) الذي استشهد في منطقة “الجزيرة أبا” بعد مقتله بطلقة في الرأس على يد القوات النظامية أصغر شهيد في الحراك السوداني الذي يدخل شهره السابع، ونشر ناشطون صوراً لأطفال يشاركون في التظاهرات والاحتجاجات في مدن السودان المختلفة، وفي مليونية الشهداء الأخيرة واصل الناشطون نشر صور للأطفال المشاركين رغم الانتهاكات التي طالت الأطفال في الاحتجاجات السابقة، وطالب أطباء وناشطون حقوقيون بضرورة حماية الأطفال من الأنتهاكات والقتل غير المبرر، وأشاروا لعدم جدوى اصطحابهم للتظاهرات والاحتجاجات خوفاً عليهم من الضرر.

ظاهرة صحية:
الناشط المجتمعي إبراهيم علي ساعد قال إن تواجد الأطفال في المواكب رغم المحاذير والتخوفات من التصرفات غير المسؤولة للقوات الأمنية لكني أرى أنها ظاهرة صحية تصب في زرع قيم الوطنية والحماس في نفوس الأطفال والذين يحبون كل ماهو جديد وستكون هذه المواكب خير زاد وأعظم ذكريات لهم في المستقبل .. والأسر والمشاركون دائماً يحرصون على مسارات آمنة للأطفال.. وقد شاهد العالم أجمع إبداعات أطفال السودان أثناء فترة الاعتصام التي كانت فرصة طيبة لإبراز مواهبهم في مختلف الفنون.

مليونية الأطفال:
مدرب التنمية البشرية والإعلامي عماد السنهوري قال إنه ضد وجود الأطفال في المواكب لأن المواكب في الأصل عبارة عن نضال ومعروف أن النضال يتعرض فيه الجميع للتعب والعذاب وأعتبر أن وجود الأطفال في المواكب عبارة عن عذاب ولا يجدي نفعاً وجودهم فيها وأفضل أن يكون لديهم موكباً مخصصاً لهم وتمنيت أن يستمع النشطاء والسياسيين وقيادات تجمع المهنيين وقى الحرية والتغيير لرسالتي التي قلتها من قبل في أكثر من منبر أن يكون للأطفال موكباً خاصاً تحت حماية الشباب بإسم (مليونية الأطفال)، ويمكن أن يكون في مكان محدد وواضح يتم حمايته بواسطة الثوار ويقدمون فيه مذكرة الى المجلس العسكري يطالبون فيه بالحكومة المدنية والعدالة للشهداء وبعض المطالب التي تخصهم وأن يصاحب ذلك عمل إعلامي ضخم، وهذا هو اجبنا كإعلاميين.

جيل السستم:
أميرة النحوي (إعلامية) سمت الجيل الحالي بـ(الجيل السابق سنو)، وأضافت الشعب السوداني جميعه (أطفال وشباب وشيب) بيفاجئونك بطيب معدنهم وتحس أن كل هذه الشرائح لديها قضية وهدف حقيقي، والأطفال كمكون مهم وفاعل في المجتمع يحسون بمعاناة الأسر، لذلك تجدهم يخرجون لذات المطالب لأنها تنعكس عليهم وتؤثر في حياتهم ومستقبلهم، وجيل (السستم) الحالي هذا عندما خبرناهم وشاهدناهم في المواكب والاعتصامات (لقيناهم أرجل رجال وصناديد)، ودفعوا أرواحم فداءاً للوطن.

مجازفة:
المخرج أحمد سعد كامل قال إن وجود الأطفال في المواكب السلمية يعتبر مجازفة بأرواحهم، وهذه النقطة لا جدال فيها ولا اختلاف، ونحن نعلم كيفية بطش العسكر وضرب المواكب بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والضرب بالعصي والأطفال لا يستطيعون الفرار ولا الكر والفر، ومن هنا أوجه رسالة للأسر بعدم السماح للأطفال بالمشاركة في المواكب السلمية حفاظاً على أرواحهم وصحتهم لأنهم قادة المستقبل وقادة السودان لاحقاً، وفي الوقت الحالي يمكن اطلاعهم بطريقة علمية عن مفهوم المواكب ليدركوا أهميتها ومدى تأثيرها، (عشان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة).

وجود ضروري:
أما الناشطة الاجتماعية آمال حيدر فقالت إن وجود الأطفال في المواكب ضروري مع مراقبة الأهل أو الكبار لهم وتشكيل حماية لهم لأن الاطفال في الـ30 سنة الماضية انعدمت فيهم الوطنيه وحب الوطن وضاعت كل القيم الوطنية التي عايشنها نحن زمان، والثورة الحالية خلقت وعياً وطنياً كبيراً لابد نحافظ عليه، والأطفال هم الأساس لذلك لا بد أن تنغرس فيهم الوطنية منذ الآن.

حق التعبير:
المعلمة والتربوية الأستاذة نجوى عبدالرحمن بدوي قالت إن مشاركة الأطفال بمختلف الأعمار في المواكب برغم المخاطر دليل علمهم التام بما يجري بالساحة من قضايا سياسية منذ اندلاع ثورة سبتمبر وحتى أمس 13 يوليو ماهو إلا دليل على حق الأطفال بالتعبير عن الرأي فهم أجيال المستقبل يحلمون بوطن يحول أحلامهم ألى حقيقة وطن متسامح وأكثر أمان ومن الصعب اجهاض حقهم في التعبير … فهم يدركون تماماً مجريات الأحداث.

تسقط بس:
وتمضي الأستاذة نجوي بالقول مثلاً: عند إندلاع ثورة ديسمبر التي أطاحت بالرئيس المخلوع سألت أطفال أعمارهم بين 6-8 عن سبب مشاركتهم في الاحتجاجات فذكروا بالأجماع أنهم يرفضون بقاء البشير في الحكم لأنه قتل السودانين لأنهم قالوا: (تسقط بس) وأضافوا أن السودان ليس ملكاً لعمر البشير.. وسألني طفل اسمه محمد ياسر عمره 7 سنوات ليه الرئيس يقتل الشباب؟ مش حرام!! هو يرضى يقتلوا أولادو؟، وتابع: أنا بطلع مظاهرات مع أبوي وأمي وبقول تسقط بس، وسألته ما بتخاف؟.. رد بغضب: ما بخاف من البمبان ولا من العساكر لو يقتلوني)!!.

دروس وطنية:
وتابعت بدوي حديثها لـ(الجريدة): أفتكر مشاركة الأطفال تعزز إحساسهم بالإنتماء للوطن لأن الطفل شديد الحساسية والإنفعال وشجاع بالفطرة لأنه لا يفكر في النتائج والمخاطر، وفي رأيي الشخصي (الثورة دي) قدمت دروس وطنية حية لجميع السودانين سنرويها للأجيال القادمة، ودروس وطنية ومعاني للحرية خاصة للأطفال لأنهم افتقدوها في المقررات والمناهج الدراسية.

شموع المواكب:
اصطحاب الأطفال إلى المواكب من قبل الأسر فيه خطورة، ومنعهم المشاركة أشد خطورة، فبالأمس الأول أثناء مرور المواكب بالكلاكلة خرج طفل عمره 8 سنوات بعد أن سمع صوت الموكب يسير في الشارع ففتح باب المنزل وانطلق مع الموكب فخرجت أمه وجدته تطلبان منه العودة إلا انه اختبأ داخل الجموع، فالأطفال شموع المواكب وخروجهم يجبر الكبار على الخروج، ونجدهم في مقدمة المواكب لا يهابون المخاطر لأن إيمانهم بسودان جديد آمن يسع الجميع أكبر دافع لهم، ونصيحتي للأسر لا تمنعوا الأطفال من حق التعبير والمشاركة بل أحموهم والحافظ الله، بهذه الكلمات أفادنا المواطن كمال الدين عبد المنعم.

تقدير الموقف:
الأستاذة زينب محجوب المستشار القانوني قالت إنه على الرغم من أن مشاركة الأطفال مع أفراد اسرهم في الخروج الى المواكب الثورية التي تنتظم شوارع بلادنا هذة الأيام أمراً استنكره ورفضه البعض وعزاءهم في ذلك انه يشكل خطراً على الأطفال، بينما نال استحسان البعض الأخر لحرصهم على توسيع مدارك عقول ابنائهم وترسيخ مفاهيهم الثورة في العقل الباطن للأطفال، وتعليمهم فنون المبادرة والشجاعة والإقدام، إلا أن وجهة نظري الشخصية جداً أجدها تميل الى ضرورة تقدير الموقف من قبل ولي أمر الطفل من حيث أمان وسلامة الموكب المراد إخراج الطفل للمشاركة فيه، فكما أن تعليم الأطفال أشياء جديدة أمر مهم و ضروري إلا أن سلامتهم تبقى الأمر الأهم والذي يجب أن نحرص عليه جميعاً من أجل وطن يحتاجهم لبناء الغد المشرق.

حق المشاركة:
الدكتورة أغادير هاشم تحدثت عن وجود الأطفال في المواكب بشقين من الناحية الإيجابية والسلبية، ايجابياً فإنهم يتربون على حب الوطن والغيرة عليه، وعندما تكون الحكومة مدنية سيعرفون حقوقهم ويحافظوا عليها، سلبياً نجد أن القوات المنتشرة في الشارع هذه ليس لديها رحمة ولا تعترف بطفل ولا شاب أو كبير سن، فالكبار يمكن أن يدافعوا عن أنفسهم لكن الأطفال لا يستطيعون ذلك، لكن في كل الأحوال لديهم حق المشاركة وعليهم حق الحماية من الثوار.