رأي ومقالات

وزارة التربية والتعليم وبيع الوهم للشعب في ظل العجز عن إدارة الازمات التعليمية


بعد تأجيل العام الدراسي للمرة الثالثة ، أرى أن يوفق الجميع أوضاعهم على أساس أن هذا العام الدراسي سيذهب هباء منثورا لأول مرة في تاريخ السودان ؛ لظروف بعضها موضوعي ، لكن معظمها غير موضوعي ويعزى لفشل جهات الاختصاص وعدم مهنيتها وخبرتها في إدارة شأن الدولة والتعليم بشكل خاص ، وذلك بعد تشريد معظم الكفاءات التي لديها خبرة ودراية بتصريف أعباء العمل وإدارة الأزمات التعليمية .
كما أن كل مرتكزات العام الدراسي الأساسية تعتبر مفقودة بشكل شبه كلي ، في ظل قيادة الوزارة العاجزة عن إيجاد حلول شجاعة لتوفيرها لأنها مشغولة فقط بتصفية الحسابات السياسية وإدارة المعارك الإعلامية ودغدغة مشاعر الشعب والثوار بأحلام غير واقعية في ظل ظروف السودان الاقتصادية المعروفة حيث لا يمكن في ظلها تطبيق تطلعات مثل ( مجانية التعليم ، توفير وجبة مدرسية مجانية للطلاب ، تغيير المناهج وطباعة الكتاب المدرسي خلال عام واحد فقط ، تطبيق السلم التعليمي دون ترتيبات حقيقية على الأرض … الخ ) .
فمعروف أن العام الدراسي يتم الاستعداد له مبكراً قبل نهاية العام الذي سبقه ، فكيف سيتم خلال شهرين قادمين معالجة أوضاع لم يتم علاجها خلال ستة أشهر سابقة ؟
بالتالي اذا حاولت الوزارة بداية عام دراسي جديد كما زعمت في ظل هذا الوضع فسيكون عاما دراسيا ارتجاليا ؛ مخالفا ومفتقدا لجميع المعايير التربوية والتعليمية ، فأيام العام الدراسي في حدها الأدنى هي ( ١٨٠ ) يوما دراسيا ، وإذا فتحت المدارس في ٢٢ نوفمبر القادم لينتهي في منتصف مارس ٢٠٢٠ ، سيكون صافي ايام التمدرس في أحسن حالاتها ( ٧٥ ) يوما فقط ، وهي لن تكون كافية لدراسة المقرر ناهيك عن أي ايام امتحانات او اجازات او عطلات تتخللها ويمكن أن تقللها ، مع العلم أن العام الدراسي السابق لم يكتمل ؛ وتم اعتماد نتيجة الفترة الأولى كنتيجة نهائية للانتقال الصفي بسبب إغلاق المدارس بذريعة جائحة كرونا .
ويجب أن نعلم أن هناك نقص في ترتيبات اخرى مهمة لم تراعيها الوزارة ضمن استعدادات العام الدراسي مثل :
∆ نقص المعلمين ، حيث لم يتم تعيين أي معلم جديد .
∆ كما لم يتم تدريب اي معلمين .
نقص وانعدام الكتاب المدرسي “لا قديم ولا جديد” .
∆ لم يتم توفير اجلاس مدرسي مثلما يتم سنويا بسبب النقص والاهلاك .
∆ بيئة تعليمية ومدرسية منهارة ، حيث لم ولن يتم إعادة بناء المدارس المنهارة أو الآيلة للسقوط ولم يتم ترميم المدارس الأخرى ، ما يعني تشريد اعداد كبيرة من الطلاب خارج المدرسة وفي أحسن الأحوال يمكن تدريسهم داخل خيام او مباني مؤقتة .
∆ طبعا في هذه الظروف لن نستطيع التحدث عن المجهودات المعتاد العمل فيها في مجال الصحة المدرسية .
∆ ايضا لن نستطيع التحدث عن الظروف الخارجية المحيطة مثل عدم توفر الخبز والمواصلات ، واي إضرابات بسبب المرتبات أو غيرها ..
لكل هذه الظروف والأسباب نستطيع أن نقول أن العام الدراسي الجديد يعتبر في حكم المعدوم حتى وإن تم فتح المدارس مع احتمالية توقفه تحت اي مستجدات اخرى أو اضطرابات يمكن أن تحدث …….

*د. عبد المحمود النور محمود*


تعليق واحد