محمود الدنعو

شراكة جديدة


[JUSTIFY]
شراكة جديدة

فتحت زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى القاهرة الباب واسعا أمام شراكة جديدة ترغب فيها واشنطون مع القاهرة بعد توتر في العلاقات بين الطرفين منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، وتوقف كيري في القاهرة في مستهل جولة بالشرق الأوسط مكرسة أساسا لبحث سبل مواجهة تهديد تنظيم (داعش) لحكومة المالكي بالعراق، يؤكد مرة أخرى أن القاهرة رغم ما تعانية من أزمات داخلية تظل لاعبا رئيسا في المنطقة، وبالتالي لابد لواشنطون من ترميم عاجل لعلاقاتها مع القاهرة لمحاصرة خطر انزلاق الشرق الأوسط في دوامة الإرهاب والتطرف، ومن أجل ترميم تلك العلاقة أعلن مسؤولون أميركيون أن واشنطن أفرجت عن 572 مليون دولار من المساعدة المخصصة لمصر قبل نحو عشرة أيام بعد حصولها على الضوء الأخضر من الكونغرس.

وهذه الشريحة، تمثل قسماً من المساعدة الأميركية الأساسية إلى مصر التي تتكون من 1.5 مليار دولار، منها 1.3 مليار دولار كمساعدة عسكرية، والتي جمدت في أكتوبر الماضي وربطتها الإدارة الأميركية بإجراء إصلاحات ديمقراطية بعد عزل وتوقيف مرسي.

ومع أن زيارة كيري إلى القاهرة تزامنت مع تثبيت القضاء أحكام الإعدام على 183 من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، من بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع، وهي الأحكام التي تجد انتقادات غربية واسعة، إلا أن الوزير كيري اعتبر الانتقال في مصر يمر بـ (لحظة دقيقة). وأضاف أن “الولايات المتحدة مهتمة جدا بفكرة العمل بالتعاون الوثيق مع الحكومة الجديدة”.

وشكلت زيارة كيري دعما مهما للرئيس السيسي الذي لم يتجاوز شهره الأول في الرئاسة، وقد زاره الملك عبدالله ملك المملكة العربية السعودية الذي أعلن قبل وصوله القاهرة عن مؤتمر دولي للنهوض بالاقتصاد المصري. وشكلت هاتان الزيارتان دعما سياسيا واقتصاديا كبيرا للرئيس السيسي في مستهل ولايته الرئاسية.

والولايات المتحدة التي كانت مواقفها تبدو داعمة لجماعة الإخوان المسلمين ورئيسهم المخلوع محمد مرسي بدأت ببرغماتية وبقراءة للمشهد الإقليمي الذي ظهرت على سطحه (داعش) القادرة على إشعال صراع طائفي يحرق كل الأوراق والمصالح الأمريكية في المنطقة، الولايات المتحدة أدركت أن إعادة ترميم الشراكة مع مصر الحديثة بزعامة السيسي يوفر لها إعادة إنتاج حليف قوي في المنطقة بعد فشل المالكي الذي بات التخلص منه مكلفا لها، كما أن الإبقاء عليه يقوي من شوكة إيران ويجعل واشنطون تخسر دولاً سنية قوية في المنطقة كالمملكة العربية السعودية التي تحرص واشنطون على الاحتفاظ بتحالفها معها، كما أن نشاط الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق يدفع واشنطون للتعاون مع مصر التي ترفع الآن شعار محاربة الإرهاب في المنطقة.
[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي