عبد الجليل سليمان

الأسطورة الحزبية والكاريكاتير الوزاري


[JUSTIFY]
الأسطورة الحزبية والكاريكاتير الوزاري

كنت اعتزم الكتابة عن النفحات اليومية للأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي (كمال عمر)، لكنني سرعان ما استعذت بالله من وساوسي، بعد أن اتضح لي أن (عمر) قرر مغادرة نفحاته إلى ريح صرصر عاتية، بعد قرأت في صدر عدد أمس من يوميتنا هذه، بأن زعيمه (الترابي) الذي وصفه بالـ (أسطورة) عازم على التنحي عن سُدته المديدة بنهاية الدورة الحالية، قبل أن يقصك ظهر بشارته هذه بعبارة (أن القرار النهائي متروك لعضوية الحزب).

هنا تأكدت أن عضوية الشعبي لن تقبل بتنحي الأسطورة، وأن الترابي باقٍ في مكانه، لا يتزحزح، ولا يُغادر، إلاّ أن يأخذه البارئ أخذ عزيزٍ مقتدر، وكل من عليها فان، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

بعد تلك العبارة (الكمالية) القاصمة، قررت التنحي عن (الأسطورة) الحزبية، أملاً بالاندغام في الكاريكاتير الوزاري، إذ قالت وزيرة الاتصالات (تهاني عبد الله) بحسب الأخبار المرسلة بصفحات صحف أمس، أنها لن تتوانى في مقاضاة الصحفيين الذين يشيعون أن وزارتها تعتزم إغلاق تقنيات التواصل الاجتماعي مثل (واتس آب وفيس بوك) وما إليهما، لكنها لم تنف هذا (العزم) نفياً قاطعاً، بل فضلت أن يظل قرارها معلقاً في منزلة بين منزلتي النفي والإثبات، فقالت بحسسب ما نقلت عنها (الانتباهة): “نحن كوزارة ما صرحنا، وما عندنا لا نفي ولا تأكيد للقرار، لكن إذا كتبتوا حا أقاضايكم، وأنا شخصياً الكلام عن مواقع التواصل الاجتماعي بضايقني في حياتي، وبرفع ضغطي، وبتنسبوا لي كلام ما حقي، ودا بخلي الناس يستهتروا بي ويعملوا فيني كاريكاتير”.

عجباً، وأي عجب، يصيبك وأنت تقرأ ما نسب إلى الوزيرة، ولكن العجب الأكبر هو اعتبارها فن الكاريكاتير الذي يُقدم نقداً قيمياً هادفاً يتوسل فيه الرسومات والعبارات الضاجة بالسخرية والمفارقة، محض عمل يهدف إلى الاستهتار بالبشر، والتقليل من شأنه، وليس هنالك أبلغ تعبيراً من قولها (وبعملوا فيني كاريكاتير)، فاختزلت بذلك كل الأعمال النقدية الرائعة للراحل (ناجي العلي، نادر جني، نزيه، الهاشمي)، وكل رهط الرسامين الرائعين في مفرزة للمستهتريين، لا أكثر،لا أقل.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي