جمال علي حسن

المواصلات الآن.. ليست قضية الشارع

[JUSTIFY]
المواصلات الآن.. ليست قضية الشارع

من الجيد جداً أن سارعت الحكومة بنفي ما فهمه الكثيرون من تصريحات وزير المالية حول رفع الدعم.. ومن الواضح أن وزير المالية تنقصه الخبرة في في التعامل مع الإعلام والإدلاء بالتصريحات وتقديمها بالمعنى الذي يتناسب مع الواقع، فحتى لو كان مضطراً خلال كلمته في المؤتمر أن يؤكد استمرار برنامج الدولة الاقتصادي المتضمن لرفع الدعم عن السلع فإن الحالة العامة كانت تقتضي عليه أن يحدد كلامه بوضوح..

لا علينا، فالقدر أخف من قدر.. ولأن الحال الاقتصادية هي سيدة الموقف فإنه وفي سياق النفي والتوضيح كانت الحكومة قد دفعت بما تعتقد أنها بشارة ونعتقد نحن أنها لا تمثل قضية ملحة الآن.

تحدثت الحكومة عن وصول ستة قطارات لتعمل في مشروع القطار المحلي بالعاصمة وقبلها كان الوالي يتحدث عن النقل النهري وقبل كل ذلك كانت (بصات الوالي) قد توالت دفعاتها وامتلأت العاصمة بوسائل المواصلات.

ونقول إن أزمة المواصلات العامة التي قد تحدث الآن ليس سببها نقص مواعين النقل التي نرى أنها كافية جداً وأن أية مبالغات في توفير أعداد إضافية من وسائل النقل والمواصلات نوعاً وكماً قد تتسبب في خروج أعداد من حافلات المواصلات العامة من السوق، تلك الحافلات التي تمثل مصدر رزق للآلاف من مواطني الولاية، فكل حافلة تعول على الأقل ثلاث أسر، هي أسرة صاحب الحافلة والسائق والكمساري..

أما القطار المحلي، فالخرطوم التي نعرفها كلنا ليست مؤهلة حالياً للمرور الآمن في حركة القطار المحلي بالسلاسة المطلوبة وبالتأمين المطلوب.

قطار يشق طريقاً غير مؤمن بالشكل المطلوب ويمر بتقاطعات طرق تمر بها عربة الكارو والركشة والحافلة والعربة الصغيرة والشاحنة والناس في وقت واحد. فإن مرور القطار بمثل تلك التقاطعات يشكل مخاطر لها أول وليس لها آخر..

الخرطوم التي تعرفونها جيدا لا تحتمل بنية مرورها التحتية وبنية السكة الحديدية فيها عبور قطارات مواصلات محلية على أطراف الأحياء السكنية..

القطارات المحلية داخل المدن تتطلب وجود حواجز حديدية على جنبات السكة الحديد على طول الطريق لحماية الأطفال والمواطنين عموماً وتتطلب إمكانيات عالية لتأمين مرور القطار بسلام..

وليس خافياً عليكم تاريخ حوادث قطارات الشحن التي تمر ربما بمعدل قطار واحد كل يومين أو ثلاثة فقط يدخل الخرطوم لكن كثيرا ما يتسبب في حوادث وكوارث في تقاطعات جنوب الحزام ومنطقة الشجرة وغيرها..

توجيه الاهتمام بالخدمات وبتوفير فرص الإنتاج وبكبح جماح الغلاء ومحاربة البطالة والفقر وتكثيف الاهتمام بحال من يركب المواصلات والقطارات.. أهم من توفير المزيد من القطارات والبصات التي قلنا منها (كفى). .

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي