عبد اللطيف البوني

قون المغربية


[ALIGN=CENTER]قون المغربية[/ALIGN] المسنون والكهول الذين شهدوا مباريات كرة القدم قبل الاستادات الحديثة ذات الانارة الباهرة حيث كانت المباريات تقام عصراً لاشك انهم يتذكرون الهتاف المحبب (قون المغربية احسن من مائة) والاشارة هنا للقون الذي يأتي في نهاية المباراة المنتهية اصلاً بمغيب الشمس، فهذا الهدف عندما يكون هدف ترجيح ستنتهي عليه المباراة اذ تصعب معادلته لانتهاء الوقت.
ففي الاسبوع المنصرم جاء هدف ترجيح في أهم موضوع من مواضيع الساحة السياسية هذه الايام وهو موضوع تقرير المصير، والاشارة هنا للهدف الرائع الذي أتى من خارج خط «18» من قدم لاعب بارع يجيد تنفيذ الضربات الثابتة ذلكم هو الفريق سلفاكير ميارديت ويتمثل الهدف في قوله انهم في الحركة الشعبية مع الوحدة وانهم سوف يوجهون عضويتهم بالتصويت للوحدة. لعمري انه قون مغربية مكاناً وزماناً، فمن حيث المكان اتى من اقصى الغرب ومن حيث الزمان اتى مع غروب شمس الفترة الانتقالية والاجمل ان الهدف اعقبته لقطة رائعة تثبت ان سيادته يجيد اللعبات المتحركة ايضاً والاشارة هنا الى ضرورة اعلاء علم السودان على علم الحركة الشعبية في ذات الاحتفال.
لو كانت الحركة السياسية السودانية من مؤتمر وحركة واحزاب شمالية وجنوبية خارج وداخل الحكم قلبها على السودان بحق وحقيقة ينبغي ان تمسك في الهدف (باصابعها العشرة) ولا تفرط فيه ولا تسمح بأية محاولة لتعادله من اية جهة داخلية او خارجية، وهنا لابد من الاشادة بتصريح منسوب لقيادة الاتحادي الديمقراطي الاصل من ان مسألة الوحدة هي قضيته الاولى وفي تقديري ينبغي ان يكون هذا ديدن الجميع.
ان تقديم الوحدة على ما سواها له مطلوبات لابد منها والا سيكون (عزومة مراكبية) اي كلام في الهواء وفي تقديري ان أول مطلوباته هو اختفاء كلمة (جاذبة) فهذه الكلمة ابتذلت سياسياً واصبحت ضالة ومضللة واي سياسي خاصة في الجنوب له فهم خاص لها، فالوحدة غاية نبيلة ولاتحتاج الى صفة مثل السلام فهو لايحتاج الي صفة عادل لأن العدل متضمن فيه ثانيا ينبغي ان نكف عن الجدل الدائر حول التعداد وترسيم الحدود وابيي طالما اننا ارتضينا الوحدة هذا الجدل حول القسمة وبالتالي من مداخل الانفصال.
التناغم بين الشريكين في الحكم هو المدخل الاساسي للوحدة من ناحية اجرائية فهذان هما اللذان بيدهما مصير البلاد والعباد، فالصراع بينهما هو الشرخ الذي سوف تدخل منه المهددات ويكفي ان نشير هنا الى جنوب كردفان التي انطلق منها هدف سلفا اعلاه فهذه المنطقة كانت منطقة شقاق لا بل منسوبو الحركة الشعبية فيها لم يعترفوا باتفاقية السلام نفسها رغم ان جبال النوبة كانت هي المقدمة لنيفاشا عن طريق دان فورث فقد كانوا يعتبرون كادوا عاصمة المناطق المحررة ثم فيمابعد اختلف منسوبو الحركة فيما بينهم وكاد يكون تلفون كوكو او دانيال كودي لام اكول قبل لام اكول المعروف ولكن التناغم الذي حدث بين احمد هارون وعبد العزيز الحلو هو الذي هيأ هدف سلفا وفي هذا السياق نشير للتناغم بين عقار وكرمنو واخيراً البشير وسلفا (وهذا عمره ايام فقط) لابل هناك تناغم بين اروب ماياك ورحمة محمد عبدالرحمن في ابيي ولكن ماذا يفعلان مع دينق الور ومهدي بابو نمر. الملاحظ ان الحكاية لو كانت عند التنفيذون سوف تسير على مايرام ولكن المشكلة ان المتفرغين للكلام (الفاضي) هم الطالعين في الكفر.

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
بتاريخ12/7/2009)
aalbony@yahoo.com