جمال علي حسن

على الوطني أن يدعم توحيد المعارضة


[JUSTIFY]
على الوطني أن يدعم توحيد المعارضة

البيان المقتضب الذي صدر عقب اجتماع أبوعيسى والصادق المهدي في القاهرة يوم السبت والقول بأنهما اتفقا من أجل (تصفية نظام الحزب الواحد وإقامة سلام عادل وشامل وتحول ديموقراطي كامل عبر وسائل الحوار المنتج باستحقاقاته أو الانتفاضة الشعبية السلمية).. هذه الخطوة جديدة وقد تكون مفاجئة بعض الشيء خاصة وأن ما بين المهدي وتحالف أبوعيسى خلافات كبيرة أدت الى تجميد عضوية حزب الأمة داخل التحالف.

لكن لو كنت في مكان اتخاذ القرار في الحكومة أو الحزب الحاكم لاتخذت خطوات تبارك وتدعم أي اتجاه لتوحيد المعارضة والتوافق فيما بين مكوناتها على مشروع سياسي واضح.

لو كنت المسؤول كنظام لدعمت هذه المعارضة (المفتتة) فوراً متجاوزاً أي تخوف من الهدف الذي يجمعها ولو كان إسقاط النظام أو تصفيته كما يقولون.

صدقوني إن المعارضة القوية ذات الكلمة الواحدة والخطاب الموحد والهدف المشترك أرحم للبلد بل هي أرحم حالاً بالنسبة للنظام الحاكم نفسه، حيث أنه سيكون المطلوب منه التعامل مع جهة واحدة وليست مليون لافتة ومليون تحالف ومائة ألف ائتلاف مسلح وغير مسلح.

قوى معارضة متوافقة على مشروع سياسي سلمي موحد ويقبل التفاهم والأخذ والرد أو لا يقبل لكنها تختصر الطريق أمام الوفاق واستنزاف طاقة البلد في مساعي تحقيق الاستقرار السياسي.

قوى معارضة متوحدة، حتى ولو تمسكت تلك القوى ببنود تتطلب تنازلات محددة من النظام الحاكم فإن التنازل المعقول للقوى الموحدة بعد الأخذ والرد أفضل وأكثر وجاهة من تقديم تنازلات يومية لكل قادم ٍعلى حدة.

سيكون هناك منطق أكبر لمطالب المعارضة حين تأتي بصوت واحد وعبر قناة واحدة وبقائمة أجندات نهائية تمثل التسوية حولها نهاية حاسمة للأزمة السياسية في السودان.

التفاهم والتعاطي مع كتلة موحدة ومهما تكن درجة تشددهم وتمسكهم بالمطالب المطروحة من جانبهم لكنه أفضل حالا ًللطرفين من التفاهمات المجزأة والمحاصصات التي لا نهاية لها.

لا شيء يستنزف طاقة الوطن وطاقة النظام الحاكم نفسه وقدراته وسوائل جسمه أكثر من إسهالات المواثيق والاتفاقيات والشراكات.. الصادق وحده دخل ووقع مع الحكومة عدة اتفاقيات من نداء الوطن إلى التراضي السياسي ثم الاستجابة مؤخراً لمبادرة الحوار قبل مغادرتها ومغادرة البلاد قبل أن يبدأ الحوار وهلمجرا.

لو كان القرار بيدي لأعلنت عن رعاية الحكومة لمؤتمر المعارضة الجامع وتحمُّل الحكومة كامل كلفته ثم تركهم على راحتهم وعلى أقل من مهلهم يجتمعون ويتفقون على أي شيء حتى ولو كان الاتفاق على إسقاط النظام.. فقط تكون لديهم كلمة موحدة ومعتمدة وليس كلام الليل الذي يمحوه النهار وكلام أبوعيسى الذي يمحوه عقار..!!

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي