مصطفى الآغا

تدخل سافر


[JUSTIFY]
تدخل سافر

خلال الاستراحة ما بين شوطي مباراة السعودية وفلسطين الودية، وهي آخر استعدادات الأخضر قبل دخوله معمعة خليجي 22 على أرضه، وعدم قبول الجماهير بأية نتيجة غير اللقب، المهم خلال الاستراحة تابعت لقاء مع الدكتور عبدالرزاق أبوداوود المشرف على المنتخب السعودي مع أحد الزملاء المراسلين، وسأله عن بيان نادي الاتحاد الذي استغرب واستهجن العقوبة الإدارية بحق لاعب الاتحاد مختار فلاتة بسبب ارتدائه زياً (غريباً)، وقال البيان: «إن النادي يستغرب أسلوب التشهير الذي اتبعه مشرف المنتخب الوطني الأول الدكتور عبدالرزاق أبوداوود، بإعلان عقوبة على اللاعب مختار فلاتة من دون أي مسوغ قانوني، وأن هناك أساليب توجيهية احترافية ناجعة للتعامل مع اللاعبين وتوجيههم، ثم رفض النادي أسلوب الإساءة للاعب، الذي يُعد من أكثر اللاعبين التزاماً وانضباطاً، ولم يُسجل عليه طوال مسيرته الكروية أية مخالفات سابقة مع المنتخبات الوطنية وناديه»، بحسب ما جاء في البيان.

الدكتور رد على المراسل بالقول: «إن البيان هو تدخل سافر في شؤون المنتخب»، وأعتقد أن الموضوع كله كان يمكن أن يتم احتواؤه من دون بيانات ومن دون إعلان عقوبات خاصة، وأن الدكتور قال إن هناك عقوبات أخرى تم فرضها على لاعبين آخرين، ولكن من دون إعلانها للإعلام، وسبب إعلان عقوبة فلاتة أن الصورة انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة.

طبعاً شاهدت الصورة وهي لبنطلون ممزق وتي شيرت ملون، وعادة ما يرتدي اللاعبون شورتات وبيجامات رياضية، وأعتقد أن لاعباً في منتخب الوطن يستحق أن يتم التعامل معه (بهدوء وروية)، ويمكن الحديث معه عن موضوع اللباس ومع بقية اللاعبين، كجزء من شكل المنتخب الذي يمثل بلداً بأكملها، من دون الحديث عن عقوبات ومن دون بيانات مضادة، وهو ما يشوشر على الجميع ويركز الأنظار على أشياء جانبية، قبل استضافة بطولة بحجم كأس الخليج وعلى الأرض السعودية.

الأكيد أن من حق النادي أن يدافع عن لاعب أساسي في تشكيلته وحتى غير أساسي، والأكيد أن من حق إدارة المنتخب أن تدير منتخبها ولاعبيها بالشكل الذي تراه مناسباً، ولكن الأكيد أن مصلحة الجميع تتطلب أن يكون اللاعب أيضاً مرتاحاً نفسياً وجاهزاً لخدمة المنتخب من دون حساسيات، ومن دون عقوبات طالما أن اللبس ذوق، وكل له ذوقه وما قد يراه البعض (غريباً ومعيباً) قد لا يراه البعض الآخر كذلك، طالما أن المسألة في النهاية مجرد لباس جينز قد يكون مقطعاً وقد لا يكون، وهو ما ينطبق أيضاً على قصات الشعر التي أراها حرية شخصية بحتة، ولنا في عشرات نجوم الكرة في العالم أمثلة على قصات قد تبدو للعالم كله غريبة وعجيبة، ولكنها تبقى حرية شخصية طالما لم يسئ صاحبها لأحد ولو كانت فعلاً (غريبة)، فمن السهل الجلوس معه على انفراد، وإعلامه أن مثل هذه الأزياء قد لا تكون مقبولة للإدارة أو للذوق العام، وتنتهي كل الأمور على خير بدلاً من أن تصبح مادة للنقاش والجدال والأخذ والرد، على حساب ما هو أهم منها بكثير.
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]