عبد الجليل سليمان

عودة البرجوازية الصغيرة


[JUSTIFY]
عودة البرجوازية الصغيرة

عاد النائب البرلماني (مهدي أكرت) مجدداً إلى واجهة الأخبار، بعد أن انتقد بعنف اتجاه بعض النواب المطالبين برفع الدعم عن المحروقات ونعتهم بالبرجوازية الصغيرة، ووصف مبادرتهم لحث الحكومة على (رفع الدعم) بأنها خيانة للشعب السوداني وللجماهير التي حملتهم على أعناقها إلى البرلمان.

النائب عن إحدى دوائر (بارا) أكرت، كان قد ذرف دموعاً غزيرة من قبل – بعد سماعه رفض وزير المالية السابق حينها (علي محمود)، بأن وزراته لن تمول حالياً مشروع سفلتة طريق أم درمان بارا، وطالب نواب كردفان سواء أكانوا عن المؤتمر الوطني أو الحزب الشيوعي بوقفة قوية وموحدة إزاء هذا القرار الظالم.

لكن موقفه البارز كان إزاء رئيس البرلمان الأسبق (مهدي ابراهيم)، إذ وصفه بالديكتاتور والمتسلط، ولم يكتف بذلك بل طالب بإقالته عن سدة البرلمان، وشرع في ذلك يجمع توقيعات نواب الحزب الحاكم الذي (ينتمي إليه) لإقالته، واتهمه بمنع النواب من التعبير عن آرائهم بحرية، وبتمرير القرارات الجاهزة.

كل تلك المواقف لـ (أكرت) وأكثر، لم تلهمني (زواية) بقدر ما ألهمني وصفه الأخير للنواب الذين يسعون لـ (رفع الدعم)، بأنهم برجوازية صغيرة، مصدر هذا الإلهام هو أنني كنت أعتقد في خويصة نفسي بموت هذا المصطلح (الطبقي) الماركسي الشهير، خاصة وأنه فارق حيز التداول اليومي حتى من قبل الشيوعيين أنفسهم، فإذا برجل من تيار الإسلام السياسي المناوئ للماركسية حد تكفيرها أحياناً ينفخ فيه الروح من جديد.

على أي حال، و(لمن فاته الاستماع)، فإن البرجوازية الصغيرة مصطلح ماركسي يطلق على طبقة الصناعيين والمخترعين والأطباء والمهندسين والمختصين في كافة فروع الصناعة من ذوي الرواتب الكبيرة والمغرية، وهي طبقة خرجت من رحم البروليتاريا لتحل محلها تدريجياً وبنعومة وسلاسة دونما شعور بالغبن من قبلها، الأمر الذي قد يهدد نظرية الصراع الطبقي بين الرأسمالية والبروليتاريا، وبالتالي بنية النظرية الماركسية.

لكن (ولله الحمد والمنة)، بأن سخر لـ (ماركس) خليفة إسلاموي جهبذ، ليعيد إنتاج أفكارة النيرة في سياق البرلمان السوداني (العجيب).

[/JUSTIFY] عبد الجليل سليمان
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي