جمال علي حسن

حملة الوطني.. الهوى والمحتوى


[JUSTIFY]بأي خطاب سياسي وإعلامي سيروج الوطني لمرشحيه في الانتخابات..؟ هل سيصمم رسالته الانتخابية بالشعارات القديمة للدولة الإنقاذية.. أم بالخطاب الجديد والمعدل الذي عبر عنه البشير في مبادرته مطلع العام الماضي.. حوار ومشاركة وتحول ديموقراطي وبالتالي توجه نحو بناء الدولة المدنية التي تسع الجميع.. ثم انفتاح إيجابي على الجوار..؟

هذا الأمر مهم جداً لأن لغة الخطاب القديم لا تتوافق كلياً مع شعارات الخطاب الجديد ومحتواها السياسي..

اللغة السريعة والمضمونة والأسهل بالنسبة لمن يديرون هذه الحملة هي اللغة القديمة التي أرى أن هناك مؤشرات لاستخدامها أو الاعتماد عليها بحكم أنها تشجي وتريح وتجذب وتنفع كثيراً للتحشيد السريع.. هي وجبات سريعة وفي المتناول تخاطب القلوب بفعالية شديدة مثل قصيدة جديدة تم إعدادها بالصور بواسطة جهة محددة لا أعتقد أنها هي الجهة المسؤولة عن إعلام الحملة بل أظنها اجتهادات من البعض لكنها على كل حال تم بثها وترويجها عبر الوسائط المختلفة والقصيدة بعنوان (ترشح) بصيغة فعل الأمر الحميم، والحق أنها تحمل الكثير من المعاني الإيجابية لكنها وفي تقديري تتصادم في فكرها الداخلي بين الدعوة للتمكين والدعوة للانفتاح والحوار بجانب أنها لا تخلو من التعبير عن مواقف مناقضة للمواقف المعلنة خارجياً خاصة حين تقول:

ترشح ترشح فلا غيرك اليوم أقوى وأصلح

أيا عمر هيا لتحمي العقيدة وتنفخ في الفكر روحا جديدة

ومجدا أبينا سوى أن نعيده ومن دونك الكفر حتماً سيربح

ترشح فقد صار علناً عداءُ الصليب وعملائهم في (الشمال القريب)

أطاحوا بحكم الرشيد المصيب فقول النصارى مطاعٌ مرجَّحْ

انتبهوا سادتي فهذه فخاخ ومصائد خطيرة.. تصطاد صيدها الثمين في مياه الحملة الانتخابية، نعم لأنها تصادف بعض الهوى لكنها وبالمقابل تسدد ضربات موجعة وخطيرة لكل الجهود الدبلوماسية والوعود السياسية وما تبقى من مصداقية المرحلة الجديدة.. مصداقية الانفتاح..

الانتخابات ليست نهاية المطاف فبعدها مباشرة سيحتاج الرئيس البشير لمواصلة التزاماته السياسية المعلنة وخيارات السياسة الداخلية والخارجية التي تمضي عليها البلاد والتي تختار الابتعاد عن تفاصيل ما يحدث في (الشمال القريب) وغيره واعتبارها شؤونا داخلية لا ناقة لنا فيها ولا جمل ثم القيام بخطوات عملية لتمهيد وتعبيد طريق العلاقات السودانية المصرية وتفعيل اتفاقيات التعاون..

وخطوات أخرى تمضي بنجاح في ما يخص علاقات السودان بجواره العربي والخليجي والتي ترتبت عليها نتائج جيدة في تنشيط الاستثمار العربي في السودان بعد تحديد السودان لموقفه وخياراته الواضحة من الصراع القائم في المنطقة..

هذه الخيارات والمواقف السودانية هي مكاسب للسودان وليست للحزب الحاكم لكنها تتطلب صناعة وتصميم خطاب إعلامي منسجم يحترز من الوقوع في التناقض والعودة لدائرة الاشتباه.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]