الطاهر ساتي

طرائق تفكيرهم .. !!


[ALIGN=JUSTIFY]** ليس العذر وحده ما يأتي – أحيانا- أقبح من الذنب ، بل معالجة الخطأ أيضا تأتي – بخطأ أفدح وأقبح .. ولا اذكر حاليا اسم تلك المرأة التي حين أرادت اخراج رأس ثورها من جرتها ، فكرت ثم قررت قطع رأس الثور أولا ثم كسر الجرة فيما بعد ، فخسرت ثورها وجرتها …. ليس مهما اسم المرأة ، ولكن طريقة تفكيرها هى الأهم والأجدر بالتأمل.. طريقة تفكير عالجت الخطأ بالجريمة .. وهى لا تختلف كثيرا عن طريقة تفكير صول باحدى مدارسنا النوبية كان يزعجه كثيرا مشهد تلميذ يأتي الى المدرسة متأخرا ويجد بابها موصدا في وجهه فيقفز سورها ليشكل حضورا بهيا بلاعقاب عن التأخير ، حين تكرر القفز وأصبح مدخلا سهلا لكل التلاميذ المتأخرين لم يجد الصول حلا غير أن يأتي بمعول ويكسر السور ثم يخاطب التلاميذ متحديا : « أها أشوفكم تاني تنطو بى وين ..؟» .. وهكذا ظنت طريقة تفكيره انها عالجت الخطأ ، بيد أن معالجته تجاوزت الخطأ لترتكب جريمة .. مالي احدثكم عن طرائق تفكير بعض العامة فقط ، وأغض الطرف عن طرائق تفكير رسمية تتلألأ أمامنا عبقريتها ..؟.. هذا لايجوز ، وعليه نساوى كل طرائق التفكير الرسمية والشعبية في الشرح والتشريح ..!!
** قبل أسبوع تقريبا تحدث جاري العزيز حيدر المكاشفي عن أكبر مجزرة تعرضت لها أشجار كلية البيطرة بجامعة الخرطوم ، والتي كانت تزين شمبات الجميلة ..جارت عليها ادارة الكلية وقطعتها قطعا جائرا لم تراع فيها تاريخها العريق ، حيث أعمار تلك الأشجار ان لم تكن أكبر فليست بأقل من أعمارعميد الكلية وأساتذتها ناهيك عن طلابها ، وكذلك لم تراع ادارة الكلية في لحظة – القطع الجائر- انها بذلك ترتكب أكبر جريمة في حق البيئة التي تحيط بالكلية .. وكل ذلك فقط لتحرم طلاب الكلية من الجلوس تحت ظلال تلك الأشجار اثناء ساعات الدراسة ، أى ان ادارة الكلية تظن بأن قطع أشجار الكلية بمثابة عقاب تربوي للطالب الغائب عن المحاضرة أو تحفيز له ليحضر المحاضرة ، هكذا تظن طرائق تفكير ادارة كلية البيطرة بجامعة الخرطوم المسماة – مجازا وحقيقة – بأم الجامعات ، وان كانت تلك طرائق تفكير ادارة كلية بأم الجامعات ياترى كيف أحوال طرائق تفكير ادارات كليات بناتها ، اى الجامعات الأخريات .؟.. حسب ظن الكل فان شيمتهن الرقص والطرب .. ..!!
** تلك مقدمة لقضية اليوم والتي طرائق تفكير أبطالها بمثابة ابنة عم طرائق تفكير أبطال النماذج السابقة .. وأصل الحكاية أن شبابا بولاية النيل الأبيض حين فاجأتهم احصائيات وزارة الصحة الاتحادية بأرقام المصابين بالايدز في ولايتهم ، حزنوا بالمفاجأة ثم شرعوا – تفكيرا وتنفيذا – في تأسيس منظمة طوعية تكافح هذا الداء وغيره وترشد الناس الي طريق العافية والوقاية ، وأسموا منظمتهم أم كلثوم ، وهى احدى النساء هناك ، كانت تحارب عادة الختان بجد واجتهاد ، ثم توفت – بسبب تلك العادة – أثناء ولادتها ، عليها رحمة الله ، ووفاء لعطائها نهضت منظمة تحمل اسمها لتواصل العطاء ، وواصلت وسط تشجيع القطاعات الشعبية والرسمية بالولاية منذ العام 1999م ، والى أن جارت عليها احدى الجهات الرسمية بالولاية بقرار يقضي بايقافها و تجميدها ثم مصادرة مكتبتها ونزع قطعة ارضها .. هكذا كان جزاء الاحسان … قد تسأل لماذا ..؟…. حسنا … لأن الجمعية وزعت نشرة صحية في أوساط الشباب بها اربع كلمات فقط لا غير .. هى ..« امتنع – كن مخلصا – استعمل الواقي والا .. فواجه الموت » .. تلك هى الكلمات التي اطاحت بالجمعية .. حيث أن عبقرية جهة ما في النيل الابيض ظنت بأن تلك الكلمات بمثابة دعوة للفسوق والفساد … تأمل طرائق تفكير تلك الجهة ..
والله المستعان …!!

إليكم – الصحافة – الثلاثاء 27 مايو 2008م،العدد 5365
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]