مصطفى الآغا

التجربة اليابانية


التجربة اليابانية
من حسن حظنا نحن العرب أننا نعيش في منطقة لافيها زلازل ولا براكين و اعاصير من فئة كاترينا وريتا وإيميلي وآيرين وكلها أعاصير تعكس مزاجية المرأة وثورانها ولكن الإعصار الذكوري آندرو كلف ولاية فلوريدا عام 1992 حوالي 15 مليار دولار … وبالمناسبة فكلمة hurricane مؤنثة بالأنكليزية مثل عاصفة بالعربية ( علما أن الإعصار مذكر بالعربي ) ولهذا اطلقوا على العواصف الشديدة أسماء أنثوية ولكن المنظمات الحقوقية الإنثوية في أمريكا لم تستسغ وضع أسماء بنّاتية أو نسوانية على أعاصير مُدمرة تقتل البشر فظللن يعترضن على هذه التحيز ضدهن إلى أن تم الرضوخ للنق الإنثوي عام 1979 وتقرر وضع اسماء ذكورية وأنثوية على هذه الأمور المدمرة ….

وآخر زوارنا من هذه الأعاصير والتسوناميات هو الأخ فوكوشيما ومن كلمة أخ فهو ذكر بكل ماتعنيه الذكورة من معنى فلم يترك حجرا على حجر في اليابان وكاد أن يؤثر على الكرة الأرضية كللها بعد حادثة المفاعل النووي الكهربائي وشاهدنا مخلفاته من الأمواج الأسطورية التي جرفت البيوت والسيارات والسفن وكأنها ” كرتون ” وعندما يقولون ” شر البلية ما يٌضحك ” فهم لم يكذبوا لأن الزلزال وقع في اليابان ونحن أول من تأثرنا به إذ إرتفعت أسعار السيارات اليابانية وقطع تبديلها وكلفة إصلاحها رغم أن الكثير من التجار اشتروا هذه البضاعة بتكاليف ما قبل الزلزال …

ولأن اليابان قوة عظمى فهي لم تصبح كذلك من العدم حتى بعد القاء القنبلتين الذريتين الأمريكيتين الوحيدتين في التاريخ على رؤوس شعبها ….

وحتى نعرف لماذا أصبحت اليابان قوة عظمى سأحكي لكم قصة الرسالة التي وصلتني والتي تقول أن هناك عشرة أشياء نتعلمها من اليابانيين في محنتهم وأولها :

· الهدوء … فلا مناظر للنواح والعويل والخبط على الرؤوس فالحزن بحد ذاته سمّو

· الإحترام : فالطوابير منظمة لشراء الماء والحاجيات الأساسية فلا كلمة جافة ولا تصرفات غوغائية

· التنظيم العمراني الحقيقي والبعد عن الغش بالمواصفات : فقد شاهدنا مباني شاهقة تميل وتتأرجح ولاتسقط لأن اساس بنائها ومواصفاتها صحيح بدون لعب في كميات الأسمنت أو الحديد من اجل الشفط المالي حتى ولو على حساب أرواح البشر

· الرحمة : فالناس الذين بلا مأوى اشتروا فقط مايحتاجونه لوقتهم الآني حتى يتمكن الجميع من الحصول على شئ يدون طمع وشراء حتى ما قد لا نحتاجه كما نفعل نحن ( أو بعضنا ) في الأزمات …

· النظام : فلا فوضى ولا تزمير ولا عجقة سير وفلان يخبط بعلان وهذا يشتم ذاك … بل في إحدى صور اليوتيوب شاهدنا أثنين يتعازمان على فسح الطريق لبعضهما رغم أن التسونامي كاد أن يجرفهما سويا ….

· التضيحة : حيث بقي خمسين عاملا في المفاعل النووي يضخون فيه وعليه ماء البحر من أجل تبريده ولم ينتظروا أوامر عليا كي يقوموا بذلك بل انطلاقا من قناعاتهم وواجبهم الوظيفي …

· الرفق : فالمطاعم خفضت أسعارها ) ولم تستغل الوضع ) واجهزة الصرف الآلي تُرِكت على حالها ولم يتم نهبها وتكسيرها والقوي ساعد الضعيف والغني ساعد الفقير

· التدريب : فالصغير قبل الكبير عرف ماذا يفعل وأين يذهب وكيف يتصرف لأنهم اناس يخططون للمستقبل مستفيدين من تجارب الماضي .. مثلنا بالظبط

· الإعلام الوطني : حيث أظره اليابانيون تحكما رائعا في أدائهم بعيدا عن التهويل والتشويش والصيد في المياه العكرة ولا مذيعين كل واحد ابتسامته شبر وهو يقرأ عن وفاة الآلاف ؟؟؟

· الضمير : فعندما انقطعت الكهرباء في المحلات ترك الناس ما بأيديهم وأعادوها بهدوء للرفوف وخرجوا من المحلات بهدوء رغم حاجتهم الماسة لهذه الحاجيات ولكنهم لن يأخذوها دون أن يدفعوا ثمنها … مثل عنا بفرد شكل …

لهذا أصبحت اليابان دولة عظمى ولهذا قد نصبح نحن كذلك في المستقبل القرييييييييييييييييب . [EMAIL]Agha2022@hotmail.com[/EMAIL]