عبد اللطيف البوني

القذافي وهجوم أم درمان


القذافي وهجوم أم درمان
التصريح الشجاع والصادق الذي أطلقه قائد سلاح المهندسين اللواء حسن صالح عمر الذي قاد معركة أم درمان بأن معمر القذافي ونظامه الذي بدأ ينهار الآن هو من قدم الدعم الكامل لقوات العدل والمساواة لغزو أم درمان عام 2008.
لقد كان رأيي منذ البداية أن تعطي الحكومة العين الحمراء لهذا الديكتاتور السفاح مثلما فعل معه النميري فالقذافي لا يخاف ولا يختشي، وسبق أن ذكرت أنني قلت للسيد علي كرتي وزير الخارجية عندما جاء القذافي وحسني مبارك قبل أشهر لمقابلة الرئيس البشير وكان ذلك عقب اعتذار القذافي له عن حضور المؤتمر العربي الأوروبي بضغط منهم، قلت له “لو كنت مكانكم لعاملته بالمثل و طلبت من القذافي عدم الحضور للسودان” فقال لي “نحن لا نريد مشاكل معه فهو رجل متقلب ومضر”، فقلت له “إن القذافي لا يفهم لغة الدبلوماسية هذه”، لو فعلت الحكومة ذلك الرد الذي يستحقه لكانت أول صفعة توجه للقذافي والقدر ينسج خيوط الثورة عليه.
عندما أسترجع أيام المعارضة ضد النميري أقول دائما إن أعظم خطأ ارتكبناه هو اعتمادنا على هذا القذافي المستبد والسفاح وكان أبرزها أحداث حركة يوليو 1976 العسكرية القادمة من ليبيا وسماها النميري بغزو المرتزقة وهي لم تكن كذلك ولكنها غباء السياسة السودانية من جانب نظام مايو والمعارضة معا اللذين لم يستمعا لصوت العقل ومصالح الوطن فيتصالحان وذلك منذ أن قبل النميري دعم القذافي لضرب مواطنين أحرار في الجزيرة أبا في مارس 1970 فدخل القذافي منذ ذلك التاريخ في أخص شؤون السودان بكل البجاحة والادعاء الأجوف والاندفاع الأهوج لأننا جميعا سمحنا له بذلك فظن أن له حقا تاريخيا للتدخل فى شؤون السودان. وأخيرا أعطيناه فرصة سانحة في دارفور تذهب له الوفود الحكومية والحركات المسلحة وقيادات المعارضة يتوددون له وينشدون الحلول منه وهو عاجز عن حل مشاكله الداخلية وكلهم ساذجون أو خائفون منه أو طامعون فيه وظنوا أنه نمر حقيقي فكشفته الثورة الليبية الحالية بأنه مجرد نمر من ورق وظل متخفياً وخائفاً وجلاً من الضربات يستنجد بالمرتزقة والسلاح المكدس الذي اشتراه من حر مال الشعب الليبي لا ليضرب إسرائيل بل ليقتل شعبه.
ذكرت مرارا كيف رفضنا.. الشهيد د.محمود شريف وشخصي عام 1977 عندما كنا فى ليبيا للتدريب كيف رفضنا اقتراح قيادة المعارضة القيام بعمليات عسكرية محدودة تنطلق من أثيوبيا منقستو كان القذافي قد اقترحها لهم و قال لهم إن نظام نميري يترنح بعد ضربة 1976 وسوف يسقط بتلك الضربات المتفرقة المباغتة ووعدهم أنه سيبني لهم أي كبري أو منشآت ينسفونها بعد إسقاط نميري فرفضنا أنا ومحمود الاقتراح بشدة قائلين لهم كيف نخرب بلادنا ونقتل الجنود والموظفين والمواطنين الأبرياء وكلهم يعارضون النميري؟، ثم هل نضمن هذا القذافي الذي يكذب على مواطنيه ويقهرهم أن يفي بوعده أم يريد استغلالنا لأجندته الخاصة؟ ثم هل هو أكثر ديمقراطية من النميري؟ بل أن النميري أفضل منه بمليون مرة.
شكرا لسعادة اللواء حسن صالح لحديثه الوطني المخلص والشجاع وليت الحكومة تقوم بعمل شجاع ضد نظام القذافي الذي يترنح وتطرد طاقم السفارة الليبية وتعترف بالمجلس الانتقالى للثوار بل تدعمهم عسكريا ليسقط الطاغية القذافي بسرعة فترد الصاع صاعين… ليتها تفعل

صحيفة السوداني – حاطب ليل
[email]aalbony@yahoo.com[/email]