طه كجوك

دولة الجنوب الفردوس المفقود


دولة الجنوب الفردوس المفقود
مرحباً بدولة جنوب السودان وليدة العصر التي انفصلت من أحشاء الوطن الأب بموجِب اتفاقية السلام التي كفلت لشعب الجنوب حق التصويت إما وحدة أو انفصال يتأتى من محض إرادة وارتضاء الإخوة الجنوبيين حتى أصبحت دولة جنوب السودان واقعاً ملموساً، ومن حقِهم أن يفرحوا بميلاد دولتِهم الجديدة ويمارسُون فيها حقوقهم وحرياتهم، ولكن يا تُرى ماذا بِجُعبة الأيام القادِمة؟ وماذا بِخباياها؟ هل سيعيد التاريخ نفسه ونرجع إلى كرنفالات عُرس الشهيد مره أخرى؟ وربما هذه المرة سيكون العرس جماعي للشهداء لأن هذه المرة إن كانت لا سمح الله ستكون حرب مقننه إذ أنها بين دولتين وليس بين حزبين أو قبيلتين في دولة واحدة. لا أتنبأ بأيامٍ حُبلى بالحُروب مُخضبة اللّيالي تعجّ بالصِراعات رغم أن الواقِع لا تطمئن له القلوب ولا تسكن له النُفوس، ولكِن يتعيّن علينا أن نتوشّح عِباءات التفاؤُل وأخذ الوجه الأجمل من قِيام دولة الجنوب فقد أصبحت الأجواء دسمة لنُحكم شريعة الله في أرض السودان، ولتكُن دولة جنوب السودان هِي جارتنا الحمِيمة بمُوجب صِلاة بيننا قبل أن يُكدر صفوها الحزبية والقبلية، فقد كنا قبل ليالي تحت مظلة الوطن الوالد السودان تزاوجنا منهم وإختلطت أنسابنا معهم وجمعتنا وثيقة سفر واحده ولكن أبي التاريخ إلا أن يُدوّن أحداثاً ومنعطفات في حياتنا فكان الإنفصال الذي أتى على رِكابه دولة الجنوب.. فمرحباً بالشقيقة والنسِيبة دولة الجنوب وليكُن مصِيفُنا هُناك، ولتكن رِحلاتنا الصيفية إلى أشجار الساج والمانجو كي نستمتع بظلالها التي حرمتنا منها الحروب السالفة وحالت دون تمتعنا بمناظر الفردوس المفقود لما يحويه من خضرة دائمة وحيوانات برية وأسماك تسبح في ضحالة الماء.

طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]