داليا الياس

الخيار الآخر


ماهو الخيار الآخر؟ هذا السؤال رغم بساطته ووضوحه، إلا أنه قد يكون سبباً – بإذن الله- في حماية اقتصاد من الانهيار وشركات من الإفلاس وأسر من الضياع ودول من التفكك، خصوصا في وقت الأزمات.
هي ليست دعوة للانهزام والرضا بالواقع، وترك الطموح والتحدي، بل هي دعوة للواقعية، والبعد عن المثالية عند اتخاذ القرار.
الناجحون عبر التاريخ هم الذين تصالحوا مع الذات والواقع، واتسموا بالمرونة في التعاطي مع الأحداث والمفاجآت.
تجرع الألم البسيط رغم قساوته، أفضل من تجرع ألم أكبر يأتي لاحقا بالاستمرار بنفس الطريق، وصدق الشاعر، حينما قال:
(إن لم يكن إلا الأسنة مركباً فما حيلة المضطر إلا ركوبها)
العقلاء في مراكز اتخاذ القرار هم الذين يسألون وقت الأزمات (ما هو الخيار الآخر؟) وفي الغالب تكون قراراتهم صائبة، وتحمي كياناتهم الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية من الانهيار، وتقلل من الخسائر.
على المستوى الفردي، الشاب الطموح العاقل هو الذي يسأل دائما (ما هو الخيار الآخر؟) عندما لا يتحقق طموحه، وفي الغالب يكون قراره صائبا بالتحول إلى الخطة (ب)، بينما الشخص (العاطفي) هو الذي لا يرضى بالخيار الآخر، ويبقى مصراً على الخيار الأول حتى لو كلفه ذلك الكثير.
استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، بعد إلقاء الولايات المتحدة الأمريكية قنبلتين نوويتين عليها، كان بعد النقاش حول (ما هو الخيار الآخر؟) كان قرار الاستسلام صعباً ومؤلماً، لكنه جعل من اليابان قوة اقتصادية مؤثرة ومتحكمة في الاقتصاد العالمي خلال أقل من 25 عاماً.
في عام 2007 اتصل بي أحد خريجي الثانوية، بعد أن أقفلت جميع الأبواب في وجهه، وطلب وظيفة (تليق) به، فعرضت عليه الشاغر الوحيد لدي بالشركة وهي وظيفة مأمور سنترال براتب 2500 ريال، فرفض بحجة أنها لا تليق به، فسألته (وما هو الخيار الآخر لديك؟) فلم يجد جواباً، فجاوبته نيابة عنه أن الخيار الآخر هو أن تبقى في البيت!! فقبل بالوظيفة وتدرج عندي بالشركة، ثم انتقل لأحد البنوك ويشغل حاليا مديرا لإحدى الإدارات، ولا يزال يتذكر قاعدة (ما هو الخيار الآخر؟).
تأخرت فتاة بالزواج، ثم تقدم لها شاب متزوج ولديه مبررات لزواجه بثانية، استشارتني الفتاة ووالدها فقلت لهما: (وما هو الخيار الآخر؟) وكان الجواب هو انتظار فارس الأحلام الذي لم يأت، وهي في منتصف الثلاثين.. فوافقت الفتاة، وتم زواجها ولله الحمد، وكونت أسرة، وهي تعيش الآن بسعادة مع أطفالها الأربعة.
في صيف 2005 تعطلت إحدى المعدات الصغيرة في أحد مصانع البولي ايثلين بالجبيل، مما أدى إلى تعطل أحد خطوط الإنتاج بالكامل، تم استدعاء مقاول الصيانة، وطلب منه تصليحها خلال أقل من 24 ساعة، وافق المقاول وطلب مائة ألف ريال مقابل تسليمها خلال 24 ساعة، علمن. بأن قيمة شراء معدة جديدة مائة ألف ريال من هولندا، وافق مدير المصنع على السعر؛ لأن (الخيار الآخر) هو الانتظار على الأقل 5 أيام حتى تصل المعدة الجديدة، والذي سيخسره المصنع خلال فترة الانتظار هذه 5 ملايين ريال بمعدل مليون ريال يوميا بسبب توقف الإنتاج.
في المجال الطبي يناقش الأطباء مع المرضى قاعدة (ما هو الخيار الآخر؟) لكي يصلوا إلى أفضل حل بأقل الخسائر والألم، حتى لو تطلب الأمر استئصال عضو حيوي أو إجهاض جنين.
السائق الناجح هو الذي يتصرف بحكمة فطرية ويتخذ القرار في أقل من ثانية عند مفاجآت الطريق بقاعدة (ما هو الخيار الآخر؟)، فالاصطدام بشجرة أقل خسارة من الاصطدام بعابر مترجل ودهسه!
هكذا ينقذ الخيار الآخر حياتاً بشرية.
تلويح:
كن مستعداً.. واجعل الخطة البديلة مكتملة.. فقد يكون الخيار الآخر هو الأفضل والأخير.

ملحوظة

نص المقال يعود للكاتب السعودي تم نشره على صحيفة اليوم السعودية
الكاتب السعودي
م. ناصر القحطاني


‫9 تعليقات

  1. المقال ما حقك شوفى حاجة تانية – وانت رافعة توبك من اعلي احسن ترفعيهو من ا س ف ل

  2. المصيبة كبيرة ،و الانسان الذى يهتم بالهوامش والشكليات ماذا نتوقع منه ، الصورة المرفقة للكاتبة تقول الكثير وهذه مصيبتنا هذه الايام ،نحنا نصنع من الهياكل والاشكال البراقة اعمدة ونهتف لها . فى السنوات الاخيرة تجد كل من هب يزعم انه كاتب ، وتبدا الموضوع وما تتمه . تحتار هل هذا موضوع يستحق النشر ومن كتبه ؟ اصبحنا نتبارى و نسوق لبضاعة جديدة علينا ،المذيعة الفلانية شغلت مواقع التواصل الاجتماعى وهذه اجمل من تلك ،وعووووك يا عالم ماتمرضونا وكمان بتسرقوا جهد الاخرين عينك يا كاتب سبحان الله .

  3. هذه تعتبر جريمة مثلها مثل باقي الجرائم (سرقة مع سبق الإصرار والترصد) وواجب مجلس الصحافة والمطبوعات أن ينزل عليها أشد العقوبات وأقلها أن يتم ابعادها عن الكتابة في الصحف وأن تجلس في بيتها وتكتفي فقط بالعناية بزينتها ..

  4. المقال واضح أنه ليس للصحفية داليا الياس وذلك لورود كلمات مثل الراتب بالريال ومنطقة الجبيل وغيرها من العبارات التي توحي بأن المقال منقول …. اذا كان ينبغي على الأخت داليا الإشارة إلى مصدره في البداية أو النهاية وذلك من باب الأمانة الصحفية.

  5. تصرف غير اخلاقى من الكاتبة ان تنشر عملا وتنسبه الى نفسها مع العلم انه للكاتب المذكور
    ومثل هذه التصرفات تعتبر من الجرائم التى يعاقب عليها القانون وعلى الكاتبة السارقة للمقال
    ان تعتذر للكاتب وللجمهور وعلى صدر الصحيفة قبل عقوبة مجلس الصحافة .

  6. نسخ ولصق مبالغة يا استاذه لابد من عقاب مثل الغش فى الثانوية العامه وهذا اشد واعظم

  7. معقول يا داليــــا..جابت ليها سرقــــة كمان… حقيقي سوف نشك في كل كتاباتك الشعرية ايضا… الكلمة المكتوبة يجب ان تنقل بصدق وتقال ايضا بذات الكيفيــــة.

  8. you should be ashamed of your self. unfortunatly most young people now are not creative and tend to try and jump on other peoples back to get to where they should not be..