عطاء.. لاستيراد فهم!!

[JUSTIFY]
عطاء.. لاستيراد فهم!!

«1»
> ونسرد.
> ونكتفي بالسرد «هنا» لأننا لا نفهم.. ولا نعرف ما يجري.
> ونسرد.. ونكتفي بالسرد «هناك» لأننا نعرف أكثر مما نريد.
> ونظن.. والظن نسكبه ذخيرة لمن يحسنون التصويب.
> وبعض الظن يذهب.. غرباً إلى أن «كبر» سوف يبقى.. والياً.
> وأن عمامة موسى هلال الصغيرة سوف تعود إلى الصحف في الأيام القادمة.
> وبعض الظن يذهب ــ شرقاً ــ إلى أن اسم أفورقي سوف يتردد كذلك الأيام القادمة.. لأحداث قادمة.
> وشيء ما.. في الأسبوع الماضي يجمع بين الدوحة والقاهرة.. و«حلة» على الحدود السودانية.. فكلها يزورها الرئيس الإريتري.
> وأحداث وظنون.
«2»
> وفبراير الماضي ستة وعشرون من قادة الرزيقات يدخلون مكاتب الدولة في الخرطوم يطلبون من يستمع إليهم.
> وما حدث لا نريده هنا.
> فالأمراء هؤلاء يغرقون في بحر الخرطوم المهتاج «النزاع».
> وعام 2011.. مندوب عبد الواحد محمد نور يهبط الخرطوم.. ويدخل مكاتب معينة يحمل رسالة من عبد الواحد.. للحديث.
> والرجل يدخل حتى القصر الجمهوري.
> لكن الحرب «حرب التشكيك المشروع والآخر.. من هنا.. وحرب المخابرات الدولية.. وحرب المصالح وحرب فصائل التمرد.. حرب.. وحرب».. كلها أشياء تجعل عبد الواحد محمد نور ينتظر حتى اليوم.. دون رد.
> وخطاب عبد الواحد إلى رئاسة الدولة يفشل في الوصول.. لعدم وضوح العنوان.
«3»
> لكن حديث موسى هلال كان واضحاً.. يعرف عنوانه لأنه كان أيام أم جرس ــ يحدث الرئيس مباشرة.
> وفي اللقاء بين البشير وديبي وموسى وآخرين كان الرئيس وقيادة الدولة كلهم يستمع إلى موسى هلال وينظر إلى عمامة موسى.. وفي ذهنه يستعيد زحام الحقائق من هنا.. وزحام الخداع من هنا.
> ويطلق غربال الفرز!!
«4»
> وبعض الحقائق في ذاكرة البشير والآخرين وديبي كان هو أن موسى هلال ينجح في إطفاء حرائق كثيرة.. المعاليا.. والرزيقات.. والهبانية.. والسلامات.. و…
> كان هذا أول العام.
> والشهر الماضي كان موسى يطفئ حريق المعاليا والرزيقات.
> وشيوخ من المعاليا كانوا يقفون وسط مكاتب رفيعة في الخرطوم يطلبون أن تقوم الخرطوم بتكليف موسى هلال بالوساطة.
> وشيوخ من المعاليا وغيرهم يطلب مثلها.
> ومن لا يدرك سراديب المصالح المقتتلة في دارفور وكردفان أيضاً وسراديب المخابرات وسراديب الصلة بين قبائل تشاد.. وحكومة تشاد والسودان.. ومن لا يعرف الأسماء وأنواع الماعز والطيور وتاريخ الصراع.. وصراع ما تحت الأرض وما فوقها.
> من لا يعرف هذا لن يفهم شيئاً من حديثنا هذا.
«5»
> وما يقال في لقاء البشير وموسى هلال نعود إليه «نعود إلى بعضه».
> وموسى كان يعرض على بعض الحاضرين هناك أن يضع الهاتف على أذنه ليحدث عبد الواحد نور ومني أركو مناوي و…
> الأمر يبدو بسيطاً.. لمن لا يعرف غليان الأمر هناك.
> لكن الحاضرين كانوا يعرفون أن الأمر ليس بسيطاً.
«6»
> والأسبوع الأسبق نحدث عن جهات تسعى لجرجرة مشروع الصلح بعيداً عن الدوحة.. وإلى أديس أبابا.
> والغليان هناك كان يجعل كلمات مثل «ديبي.. أفورقي.. الدوحة.. مصر.. فرنسا.. أمريكا».
> كلمات لها كل صفات الخمر التي تدير الرؤوس.
> والأسبوع هذا أفورقي الذي كان في مصر.. يهبط الدوحة.. ثم يهبط قرية على الحدود.
> وكأن الأمر فيلم روائي ممتع.. والقتال الشهر الأسبق بين إريتريا وجيبوتي «حول جبل موسى» ينتهي بأسرى جيبوتيين عند إريتريا.
> وقطر «مع أمريكا التي لا تريد جذب العيون إلى قاعدتها العسكرية هناك» توقف القتال.
> وسفير قطر يطلب من أفورقي إطلاق أسرى جيبوتي.
> وأفورقي يجيب بأنه مستعد جداً لإطلاق سراح الأسرى هؤلاء.. لولا شيء بسيط هو
: أنه ــ أفورقي ــ لا يعرف مكانهم.
«7»
> ونسرد.
> وأخبار يوم واحد.. مثل يوم أمس الإثنين.. جزء صغير منها يقول
: غرق سبعين مهاجراً قرب شواطئ اليمن.
> وأنت لا ترفع عيونك للخبر.. لأنه الآن.. ليس خبراً.
> ركام الموت يصبح شيئاً عادياً ويفقد صفة الخبر.
> القتل في معارك سوريا.. ليبيا.. العراق الآن.. الآن.. الآن ليس خبراً.
> شرطة كينيا تقوم بإعدام قادة المسلمين في بيوتهم.. دون محاكمة أو اعتقال.
> ليس خبراً.
> حرب ليبيا.. حرب اليمن.. خراب مصر.. ليس خبراً.
> عدم المبالاة عندك أنت ليس خبراً.
> الظن.. ظنك أنت.. أن الأمر لن يدخل السودان.. ليس خبراً.
> أن تشعر باليأس.. والعجز.. ليس خبراً.
> أن .. أن.
> المشاعر المتبلدة هذه هي الخطر الذي تصنعه الآن مخابرات العدو وهي تسوق المراحل لهدم السودان.
> وبعض المراحل الآن هو أن تجعلك أنت قنبلة نائمة.
> القنبلة حين تنفجر تدمر نفسها.. ومن حولها.
> وبعض المصطرعين يصبحون شيئاً مثل المسدس الملصق برأس الدولة.
: إما أن تفعل ما يريدون أو..؟
> وبعض المراحل هو «مثل حكاية موسى هلال» أشياء يجب إعادة رصفها وإعادة التعامل معها.
> ونسرد دون شرح.. لأننا عاجزون عن الفهم.
> ونمضي في السرد.
> أخيراً.. موسى هلال يقدم للدولة الأسبوع هذا عرضاً.. يبدل كل شيء.. وينتظر شهراً.

[/JUSTIFY]

آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]

Exit mobile version