إسعاف الموتى والمذيعين!!

[ALIGN=CENTER]إسعاف الموتى والمذيعين!! [/ALIGN] * تابعت مباراتي المريخ مع سان جورج الاثيوبي والأمل العطبراوي على قناتي (الشروق وام درمان) ولاحظت ان المذيعين كانا (خارج الفورمة) تماما، فأولهما وهو الأخ (حاتم التاج) لم يتفضل على المشاهدين بمعلومة واحدة عن الفريقين كما يفعل المذيعون المحترفون على شاشات التلفزة، بل ظل يذيع احداث المباراة فقط التى يراها المشاهدون ولا يحتاجون لشخص يحكيها لهم.
* عندما يجلس المشاهد أمام التلفزيون فهو يحتاج الى (رؤية ما لا يراه على الشاشة) وهى مهمة المذيع المحترف الذى ينقل للمشاهدين ما يحدث وراء الكاميرا بالاضافة الى المعلومات التى تثرى المشاهدة وتجعل منها حدثا ممتعا ومفيدا، ولقد يسر (النت) هذه المهمة ولم تعد هنالك اى مشقة فى العثور على المعلومات المطلوبة إلا أننا كعادتنا نستسهل أي شيء ونجعل منه مسخا مشوها حتى متعة المشاهدة!!
* وثانيهما الذي نقل مباراة (المريخ والامل العطبراوى) ظل يردد بعد سقوط لاعب المريخ الراحل (إيداهور) على الأرض انه تعرض لإصابة بالغة ثم أخذ يتحدث عن الأخلاق الرياضية فى إدانة ظالمة للاعبى (الأمل) برغم أن المخرج أعاد لقطة السقوط أكثر من مرة وشاهد كل من يجلس أمام التلفزيون ان اللاعب سقط تلقائيا وكان قبل السقوط منحنيا وهو يسند يديه على ركبتيه، فاستيقنوا ان سقوط اللاعب كان تلقائيا ولم يتعرض له أحد بأذى إلا حضرة المذيع الذى يجلس أمام المونتير ويراه بوضوح أكثر من أي شخص آخر، وبإمكانه التحدث مع المخرج ويطلب إعادة اللقطة ليرى ما حدث إن لم يكن قد رآه، بدلا عن التهريف والتخريف بما لا يعرف، ولكنه داء الاستسهال والفهلوة.
* لا أستطيع أن أن ألقي كل اللوم على المذيعين الكريمين، فهما بالتأكيد لم يتلقيا التدريب المناسب لاداء عملهما من الجهة المخدمة لهما مثل معظم زملائهما في الأقسام الأخرى، بل مثل معظم العاملين فى الدولة، فقد صار من النادر جدا ان يحصل العاملون فى السودان على دورات تدريبية وتأهيلية أثناء الخدمة لعدم اهتمام الدولة بذلك، وان حدث فإنها تكون فى الغالب مصممة بشكل غير مناسب مما ينسف أهدافها، والسبب معروف طبعا..عدم المعرفة والخبرة!!
* أخيرا .. فإننا مازلنا نصر على تسمية عربات نقل الموتى فى بلادنا بعربات الاسعاف بدون ان تكون فيها اي وسائل أو كوادر اسعاف، بل حتى الهواء الطبيعي الذي خلقه ربنا فإننا نحرم منه المريض بالاصرار على مرافقته في العربة الضيقة وحرمانه من الاكسجين .. هل لاحظتم كيف كانت العربة التي نقلت (إيداهور) من الملعب مكتظة بالمرافقين؟ .. والله لو كان الراحل حيا لمات بالاختناق!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

8 مارس 2010

Exit mobile version