حباب مدام ياب
القاعدة عندي هي كراهية كرة القدم.. استغفر الله، أعني كراهية الطريقة التي نتعاطى بها كرة القدم، وانشغالنا بها وكأنها مفتاح التنمية والمعرفة والسعادة الزوجية.. وكرة القدم لعبة جميلة إذا كان من يلعبونها يعرفون فنونها وأصولها، ومن ثم فإنني أعجب عندما أرى وأسمع أناسا يتشاتمون ويتعاركون حول فرقنا العرجاء، ولاعبينا الذين يهيمون في الملاعب وكأن كل واحد منهم يبحث عن عدسة لاصقة سقطت من عينه، فبينما اللاعبون في الدول الأخرى يتعاطون عقاقير منشطة ومحفزة، ويلاحقون الكرة وكأنهم مجموعة من المردة، يبدو لي ان لاعبينا يتعاطون عقاقير هلوسة بدليل ان بعضهم يبقى في الملعب أكثر من 90 دقيقة هائما على وجهه، من دون ان تلامس رجله الكرة، وقد تكون المرة الوحيدة التي يستخدم فيها ذلك البعض أرجلهم لتوجيه ركلة إلى حكم المباراة!! على كل حال مبروك للجميع بدء الدوري الأوروبي والإنجليزي بالتحديد لكرة القدم التي غطت على الأخبار المسببة للغم المتعلقة بالتفجيرات والذبح والنسف، وقد أثبتت هذه البطولة ان الفكر القومي العربي «انتهى» فكل الجماهير العربية صارت مقسمة «أوروبيا»: هؤلاء يشجعون برشلونة وأولئك يشجعون مانشستر يونايتد.. بل هناك من يشجع فريق شيخن بيخن السويسري!! وكالعادة في مثل هذه المواسم الكروية فان أم الجعافر هي الزوجة الأكثر سعادة لأن بعلها ينصرف تماما خلال الدورات الكروية عن التلفزيون ويستخدمه كـ«رف» للمجلات والصحف،.. وبداهة فإنني متعاطف مع السيدة الماليزية مدام «ياب» التي شكاها زوجها إلى الشرطة لأنها ضربته على رأسه بالريموت كونترول.. وكانت الزوجة قد أخذت تعهدا من زوجها بعدم متابعة مباريات الدوري والبطولات الأوروبية لكرة القدم لأنها تبث في ساعة متأخرة من الليل في ماليزيا، مما يجعله عاجزا عن الاستيقاظ المبكر لتوصيل العيال إلى المدارس، وفي ذات ليلة كان فيها نادي آرسنال الذي يشجعه يلعب مباراة مع فريق إنجليزي آخر، تسلل ياب من غرفة النوم في الثانية والنصف صباحا، وجلس أمام التلفزيون متابعا المباراة، مستخدما كاتم الصوت كي لا تستيقظ زوجته وتضبطه متلبسا بالجرم المشهود، وتقدم الفريق الآخر بهدف مما أصاب ياب بالحزن الشديد، وجلس يتابع المباراة محبطا لأن عواطفه كانت مع آرسنال، (أليس غريبا أن جميع العرب يشجعون البرازيل في المنافسات الكروية الدولية؟ ما لنا ومالهم؟»!! وفجأة «فعلها» أحد مهاجمي آرسنال وسجل هدفا في مرمى الخصم، وصارت النتيجة تعادل الطرفين وكتم ياب فرحته ورقص حول التلفزيون من دون ان يصدر منه صوت، ثم جلس يتابع المباراة.. ثم فعلها اللاعب ثانية وسجل هدف الفوز، و… لا إراديا وجد ياب نفسه يصرخ بأعلى صوته: يييييهووووو… يييييس،.. واااااااو… ياهوو.. غوغل، نسي أمر زوجته وتعهده لها بعدم متابعة المباريات.. وطبعا استيقظت الزوجة ووقفت وراء الزوج وهو لا يحس بوجودها، إلى أن فوجئ بها تنتزع الريموت كونترول من يده وتغلق التلفزيون ثم تضربه به على رأسه، ولم يكن من سبيل أمام ياب سوى الهرب من البيت قبل ان تستبدل الزوجة الكونترول بالشبشب او المكنسة وتوجه إلى مركز الشرطة وفتح بلاغا على زوجته!! لا أعرف كيف انتهت القضية ولكنني أدعو جميع الزوجات إلى مجاراة مدام ياب ومنع الأزواج من احتكار التلفزيون والسهر والجدل حول شيء يحدث في أوروبا، ولا شأن لنا به، بل إن كل اللي أصابنا من سوء جاء من صوب أوروبا!![/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]
انت مالك يا ابوجعافر تحرض فى النسوان اذا ممنوع من السهر فى التلفاز او النادى لا تحسد الاخرين وكل رجل له سياسة خاصة به وله طريقتة فى التعامل مع مدام ياب بتاعتو ! شكرا يا استاذ يا رايع