فدوى موسى

لا يكفي كل هذا الحزن

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]لا يكفي كل هذا الحزن[/ALIGN] معاناة غزة تزداد يوماً بعد يوم ونظرية «الفرجة المقننة» يتبناها أهل القرار في الوطن العربي العريض .. وحينما أجتهدوا.. كبلوا إجتهادهم بمقترحات «التجميد».. لن يغفر لهم التاريخ الحديث هذا الإجتهاد العاجز فإن صمتهم لما يأتي من إستباحات أخرى قد تتطور في ذهنية «الظالمين» العالميين الجدد.. الذين يبدأون كل إستراتيجية بنظرية المحاولة والتجريب، والتي يبدو أنها بدت تؤتي أكلها- بالأمس العراق.. واليوم فلسطين وغداً .. وبعد غدٍ.. وهذه الأسلحة التي تستخدم لأول مرة لهي دليل على أن التوسع في إستخدامها آتٍ لا محالة في ذلك… كفى بالله عليكم تبرير تخاذكم بتجريم «حماس».. ألستم دعاة حرية وديمقراطية وسلام .. هكذا جعلتم من أهل «غزة» مكاناً لتجريب هذه الأسلحة المحرمة التي تزدري الإنسان وتجعله كأنه حيوان بلا عقل ولا فؤاد .. والذي يؤمن النظرية موقف المجتمع الدولي الصامت .. هذا الموقف يوضح بجلاء كم هو ظالم هذا المجتمع الذي يصنف الأمور على هوى وأمزجة الدول الكبرى التي لا تكترث لمصالحها ومصالح حليفاتها.. ولو أنه جاء الثمن على دماء وأشلاء بني آدميين.. إذن إما أن تقف الدول المعنية لوقف هذا الإنفجار الدموي أو تستكين وتنتظر دورها في الإستهداف والإستذلال العالمي الجديد.. إذن العالم اليوم جانبان، أمريكا وحليفاتها من جانب وكل العالم من جانب آخر وبحكم الترسانات الحربية والدعومات اللوجستية يكون في مقدور الأولى الكثير، ولكن لا يعني ذلك عدم إمتلاك الجانب الآخر لأسلحة ضغط.. أين دور الضغط بموارد الطاقة.. بموارد التسويق .. هل سيكتفي الحكام في الدول العربية والإسلامية بالإهتمام بتصفية حساباتهم مع بعضهم البعض كطريقة يمكنون بها الإستهداف عليهم.. التشاؤم من نهضة الأمة بات وشيكاً، خاصة وأن تقاصراً لهامات بعض الحكام يزداد دون إكتراثهم الى ما يقود اليه ذلك الأمر.. وحتى لا يكون أمر إبتلاع الإهانات للأمة العربية والإسلامية أمراً عادياً لابد أن تحسبها أنظمتهم القائمة بحسابات التاريخ وإن كانت لابد فليكن على حساب الكراسي والمواقع التي تشغل جل فكرهم ووقتهم.. فكل أمر الى إنتهاء.. فليكن تسجيل المواقف على حساب الذوات والأنفس والأنظمة.. ويكفي الإستهزاء بالإنسانية ما يجري الآن في غزة من نشر للرعب والقتل والدمار.. بقدر ما تقدمت إسرائيل في دمارها ذلك بقدر ما أزدادت الشعوب كرهاً وبغضاً لهم .. ويكفي أن ترى هذه الموجات العالية من الإستهجان .. إذن المصالحة الوطنية على المستويات القومية وعلى مستوى الدول والأمة هي الخطوة المهمة .. والمعروف أن هذه المصالحة لا تتأتى بالسهل الهين، بل بواسطة عزيمة الشعوب والأنظمة.. وفقه المبادرات أصبح فقهاً للإختراقات والعبث وتصفية القضايا .. وهكذا أصبح التهويل والضغط هما وسائل التحكم على الأنظمة لتكون تحت اللواء.

آخر الكلام :
حزنت لرئيس السلطة الفسطينية الذي يقول «إنه لا يستطيع أن يجد تصريحاً في هذا التوقيت» لحضور هذه القمة المصغرة .. يا لهم من رؤساء قاماتهم حدود رغباتهم.
سياج – آخر لحظة -العدد 881 [/ALIGN]