خارطة طريق
تعال نستمتع اليوم بأن تكون لنا خارطة طريق نبدأ بالصباح الباكر، ما بعد التفاصيل اليومية الخاصة ندلف إلى العمل ومن ثم الالتزام بمجددات العمل والالتزام بمحددات تقديم أي خدمة مطلوبة من الفرد تجاه مجتمعه وتجاه العالم المحيط به، ومن ثم نعود إلى فكرة أن نحارب مسألة الفطور أثناء العمل التي تأخذ زمناً مهولاً.. فإن كان الموظف في بلادنا يذهب للعمل ويصل الثامنة ويبدأ إفطاره من9:30 إلى 00 :12، فماذا يبقى للعمل.. هنا يستحضرني موقف جميل جداً لأحد السودانيين المنضبطين بالزمن وهو شغوف جداً بالتجارب العالمية لتعامل المواطنين والموظفين.
من خلال تجربة الدكتور محمد الذي كان في يوم من الأيام مديراً لإدارة الأوبئة.. فهو كان يصر دائماً على أن يتناول الأطباء إفطارهم ساندوتشات حتى لا يأخذوا من ذلك العمل وحتى لا يؤثروا في مسار وتفاصيل اليوم.. الفكرة بسيطة ولكن جدواها كبيرة جداً وتأثيرها كبير جداً حتى أننا نذكر أنه كان كثيراً ما يعيب علينا الخروج للمجاملات أثناء الدوام.. أذكر ذات مرة أن توفيت والدته وهو كان في العمل ومن ثم قمنا بالذهاب إليه لواجب العزاء.. ورغم أنه تقبل العزاء ولكنه كان يوجهنا بأن نعود للعمل وأن نواصله.. ولو لا أنه خجل منا كعرف اجتماعي.. لكان قد حاسبنا جميعاً على زيارته في ذلك اليوم أثناء العمل.
ممكن جداً أن نخلق روابط بيننا وبين التقدم الذي يحرزه المواطن في العام الأول بإيقاعاتنا الشخصية وإيقاعتنا الخاصة جداً في حدود الإمكان دون أن يكون ذلك مؤثراً على الخارطة العامة سلباً.. بل بالعكس أن يكون ذلك إيجاباً.
أكيد هي من السلوكيات المتراكمة بصورة عامة.. ومن الأشياء المتعلقة بأخلاقياتنا أو بتربيتنا بصورة عامة إذا تربينا على أن نحترم الوقت وأن نضع لكل دقيقة في عرفنا المعروف حبل المهلة يربط ويحل.. وهذا دلالة على التماهي مع الوقت دون أي حساب.
إذا هناك خطوة يجب أن نقوم بها.. هي أن نقفز من هذا الاندياح والتماهي مع الزمن إلى الانضباط والاستفادة من كل دقيقة ومن كل ثانية.. إن شاء الله نكون قد أوجدنا خارطة الطريق المفقودة في حياتنا وفي مسارنا اليومي.
آخر الكلام:
التخطيط مهم جداً في حياتنا شئنا أم أبينا.. أصبحت الحياة تمشي خطوة بخطوة ولا بد أن يكون هناك من يرى ما وراء الأشياء وأن يتخذ المسار بصورة استباقية.. ويبدو الاستباق سوف يكون هو العلم الحاضر قريباً في مضابط كل الناس في كل العالم.
مع محبتي للجميع