تحقيقات وتقارير

هل يولد الاختلاف في الآراء بين الزوجين عداء؟

[JUSTIFY]لاحظت في الآونة الأخيرة أن الكثيرين لا يتقبلون الرأي والرأي الآخر لدرجة أن البعض منهم لا يتفهمون مغزى الاختلاف في الرأي وبالتالي يلجأون إلي أن يكون قائماً علي العداوة بصورة تثير الشفقة وذلك اعزوه إلي أن الغالبية العامة ليس لها مبرراً في الاختلاف علي هذا النحو باعتبار أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من هذا الحيز الضيق الذي يقود إلي أن يضمر طرف من الأطراف شيئاً في داخله لمن اختلف معه في الرأي الذي يجب أن ألا يقود للخصام أو المعاداة مع من نختلف معهم في الآراء ووجهات النظر في هذه القضية أو تلك وربما مثل هذه الخلافات حدت بأحدهم إلي أن يضرب مثلاً بقوله : ( ولو كان الاختلاف في الآراء ووجهات النظر يفرز العداء لكنت أنا وزوجتي ألد الأعداء) وتجدني علي هذا النحو متأملاً الحكمة التي قالها الفيلسوف ( سقراط ) ملامساً بها كبد الحقيقة تشريحاً لما يجري في حياتنا اليومية من اختلاف في الرأي والرأي الآخر وتشير فيما معناها أنه إذا تمسك كل منا بآرائه دون تقبل الآراء المغايرة فإننا بلاشك سندخل في صدامات وعداءات لا نهاية لها ولا تنجح معها أي علاقة قائمة علي الحوار وتقبل الآراء ووجهات النظر المختلفة ولو لم نتفق معها خاصة في محيط المجتمع ومحيط الأهل والأسرة الكبيرة والصغيرة المكونة من الزوجة والأبناء ذكوراً وإناثاً.

وإذا نظرنا بعين فاحصة لمعظم الخلافات نجد أنها خلافات مبنية علي عدم إدارة دفة الحوار بالصورة الصحيحة التي تدع كل إنسان يتقبل الآراء ووجهات النظر المخالفة مهما كانت حدتها.

ومما تطرقت له لابد من معرفة السمات التي تتصف بها ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ التي نختلف معها في الحوار الذي غالباً ما ينتج عنه الاختلاف في الرأي والرأي الآخر فهي يغلب عليها طابع التشنج والانفعال والانحياز للرأي دون أن تولي الرأي الآخر اهتماماً ومهما حاولت أن تعدل له وجهة نظره لا يقبل ويواجه ذلك بالمضادة تعصباً وانحيازاً لرائيه كما أن هنالك شخصية تختلف في الآراء ووجهات النظر بصورة عنيفة جداً وذلك من خلال اللفظ كالتسجيلات الصوتية ( البذيئة ) المنسوبة لندي راستا وسهي الدابي و ودالحافظ الذين تشعر أنهم يتلذذون بالبذاءة أو يتفاخرون ويعتزون في المجاهرة بها اعتقاداً منهم أن في ذلك تنفيس عنهم فيما هم مختلفون فيه من رأي.

يجب أن يتفهم الناس أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ولا يجب أن يصل إلي طريق مسدود طالما أن الأطراف المختلفة قادرة علي الوصول إلي نقطة التقاء يمكنها أن تقرب الآراء ووجهات النظر ويجب أن نعمل جميعاً بمقولة فولتير المقولة البليغة والمعبرة عما نتناوله من قضية تصب رأساً في هذا الإطار إذ أنه قال : ( ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺣﻘﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﺭﺿﻨﻲ).. وهذه المقولة ربما لخصت ما نطرحه بشكل موجز ومعبر بصورة فيها الكثير من الرقي الذي يمكن أن يبلغه الإنسان إذا كان موضوعياً في الطرح والتناول للقضايا مهما كانت صعبة خاصة وأنه مشروع لكل إنسان في هذه البسيطة أن يختلف أو يتفق حول وجهة النظر الخاصة به ومدي الفهم الذي يتمتع به من رأي مخالف أو متفق مع الطرف الآخر فمن حقه أن يمارس ذلك شرطاً أن لا تكون الممارسة خصماً علي الآخر وأن لا تتجاوز حدود اللياقة وأدب الاختلاف الذي يجب أن لا يقلل فيه من قدر الأخر فكرياً وثقافياً حتى ولو كان إنساناً بسيطاً.

ومن هنا لابد من أن نفكر عميقاً في تقبل الآراء ووجهات النظر المخالفة لنا وذلك بالاستفادة من التجارب السابقة في حل الأزمات الحوارية بالحوار الهادف وليس في الدفاع عن الآراء التي نختلف فيها مع الطرف الآخر ولو اضطررنا للتمسك بآرائنا ووجهات نظرنا حتى لو كانت غير صحيحة وذلك بمهاجمة سوانا الذي قطعاً لن يقف مكتوفاً وربما يلجأ لذات الأسلوب مضطراً ولكن أعود وأقول أن هنالك شخصيات عرفت علي مدي التاريخ البعيد والقريب بأنها تجيد كيفية إدارة المواقف الحساسة والأزمات التي دون أدني شك تظهر بجلاء معدنهم وقيمتهم الإنسانية والفكرية.

ومن نعم الله سبحانه وتعالي علي عباده أنه وهبنا نعمتي البصر والبصيرة إلا أن البعض منا قد يمتلك نعمة البصر ولكنه في نفس الوقت يفتقر لنعمة البصيرة كما أننا نمتلك العقل ولكن نجد أن البعض لا يستخدمه بشكل راجح وحكيم في حال أنهم اختلفوا في الرأي مع آخرين فيحاولون التقليل من شأنهم ظناً منهم بأنهم بمثل هذا الفعل ينتقصون من قدر الطرف الآخر لذلك نحن في حاجة إلي مفكرين لا يزيدهم الاختلاف في الآراء ووجهات النظر إلا مزيداً من نشر الأفكار القائدة إلي أدب الاختلاف في إدارة الحوارات .

ويري الخبراء أنه من المهم احترام آراء ووجهات نظر الآخرين حتى ولو لم تتفق معها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وفنياً وعلينا أن ننبه عامة الناس بالمستقبل وليس تذكيرهم بالماضي الذي لا يمكن تغييره والتباكي عليه من واقع أننا نتعاطف معهم فنحن بهذا الفعل ندعوهم إلي الركون إليه دون النظر إلي المستقبل بمنظار فاحص يبعد عن شبح الماضي المؤلم الذي لم يضف لنا سوي المزيد من التأخر عن ركب الأمم.

ومن أوجب الواجبات علي كل إنسان أن يبتعد عن الاسترسال في الانفعال حينما يدير حواراً حول هذه القضية أو تلك ما يجعل ذلك الخلاف قابلاً للتدخل من أطراف آخري تعمد إلي تأجيجه وبالتالي يقود الأطراف المختلفة إلي عدم تقبل آراء ووجهات النظر من واقع الظن السيئ وفي ذات السياق قال سيدنا علي بن أبي طالب ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ عنه : (ﻣﻦ ﻳﻨﺼﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎﻣﺎً ﻓﻠﻴﺒﺪﺃ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﻟﻴﻜﻦ ﺗﺄﺩﻳﺒﻪ ﺑﺴﻴﺮﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺗﺄﺩﻳﺒﻪ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ).

الخرطوم : سراج النعيم[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. [COLOR=#1200FF][SIZE=4][FONT=Tahoma]ماشاء الله ياسراج بقيت كتاب، لكن بيني وبينك كدي من غير ما حدي يسمع إنت لاقط الموضوع من حتة تانية والله كتبه ليك زول، البقرأ كتاباتك ومواضيعك مستحيل يصدق إنك كاتب هذا المقال.[/FONT][/SIZE][/COLOR]