السياسة والأخلاق

الأستاذة أمال عباس
قرأت مقالك فى صحيفة (الصحافة) فى عددها الصادريوم الثلاثاء 28 رمضان 1434 هـ الموافق 6/8/2013 م، فى عمودك (صدى) بعنوان (السياسة والأخلاق)، ذاكرة فيه انزعاجك من عبارة السياسة لعبة قذرة لأن السياسة، فى نظرك، هى الوعي بالآخرين وإدارة شئونهم بما يؤمن لهم الحد الأدنى من الاستقرار والهناء. لله درك يا اخت آمال، ليس غريباً ان تبوحى بمثل هذا الكلام الوطنى لتوعية شعبنا وكشف تجار السياسة وانتِ احدى مناضلات بلادى اللآئى حملن قضية المرأة منذ فجر استقلال بلادنا قيادة للاتحاد النسائى الذى كان له الفضل فى اعطاء المرأة حقوقها فى الانتخاب والترشيح للمجلس النيابى الذى أعقب ثورة أكتوبر المجيدة (الجمعية التأسيسية)، حيث فوز الخريجون فى دوائرهم التى خصصت رئيسة الاتحاد النسائى الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم كأول امرأة تدخل البرلمان السودانى وبنسبة عالية من الأصوات حيث أحرزت المرتبة الثالثة من ال 15 نائباً الذين خصصوا للخريجين.
الأستاذة أمال
أوافقك بأن السياسة هى إدارة شئون الناس بما يعود عليهم بالمنفعة وتقدم البلاد ونهضتها بما يطرحه السياسي من برنامج حزبى أو شخصى، يخاطب به المواطنين لكى يدلوا له بأصواتهم فى المجلس النيابى (من دعم للتعليم والصحة وفرص التوظيف مثلاً) وليست المكايدة والمراوغة والتحايل من أجل الوصول للحكم للإستوزار من أجل المنفعة المادية الخاصة مثل السياسيين الذين يملأون الساحة السياسية الآن من الأحزاب الوهمية التى خرجت من عباءات حزبها الكبير ، وكل أضاف عبارة الى اسم حزبه الأصلى وسعت نحو الاستوزار من أجل الاسترزاق عندما أغرتها الحكومة للدخول فى(الحكومة العريضة )! وحتى الزعامات الطائفية التى تقود الحزبين التقليديين الكبيرين سعيا لتعيين أولادهما فى القصر الجمهورى لتلميعهم من أجل التوريث !
أخيرا أستاذه أمال، أعلق على كلامك عن الفيلسوف أرسطو فى كتابه السياسة والأخلاق الذى ذكر فيه ان اخلاق الامة من اخلاق الفرد. ويقولون أيضاً ان الحاكم من جنس المحكومين. قال غاندى قولته الشهيرة
A man can not be good in one part of life and bad in another, because life is one indivisible home? أى أن الإنسان لا يمكن أن يكون خيراً فى جزء من حياته وسيئاً فى الجزء الآخر لأن الحياة بيت لا يتجزأ. ولكن الأبلغ هو الإقتداء بحديث رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فى الحديث :(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). أى أن الشخص الخير هو الخير فى بيته وعند أهله وبالتالى يكون خيراً خارجه، فى عمله ومع الناس.
مع تحياتى
المهندس عبدالمنعم محمد علي
مقرر المكتب القيادي لحزب تجمع الوسط
تعليق:
شكراً الأخ عبد المنعم ومعذرة لتأخير نشر التعقيب.