آمال عباس

الديمقراطية الممكنة «2»


[JUSTIFY]
الديمقراطية الممكنة «2»

٭ المقالات الصحفية الخاصة بمناقشة أمر الديمقراطية الليبرالية على ضوء اتفاقية نيفاشا والتي كتبها بروفيسور مختار أحمد المصطفى في الفترة ما بين 2010-2013م.. أصدرها في كتاب بعنوان الديمقراطية الممكنة في أربعة فصول و150 صفحة عرضت بالأمس الى جزء من المقدمة، واستعرضت أسماء الفصول وقلت ان الكتاب وثيقة تضيء وتكشف على دور ايجابي يقوم به المتعلم المثقف حيال بناء الحياة في جوانبها المختلفة.. وقلت ان بروف مختار أحد هؤلاء المتعلمين بل في طليعتهم.
٭ الديمقراطية الممكنة معاً نحو نضال سلمي لتعزيز التحول الديمقراطي طبع في مطبعة جامعة الخرطوم ليأتي اضافة لما تسهم به هذه المطبعة في دنيا المعرفة وبناء السودان في هذه الدائرة.
٭ بالطبع تصعب عملية استعراض تفاصيل المقالات وأيضاً من الصعب بل قد يكون من المستحيل ان تلاقي تأييد الكل لا سيما في تعريف الديمقراطية الليبرالية ديمقراطية (وست منستر) لكن مجرد اثارة الموضوع وطرحه على طاولة المناقشة يساعد في قطع مشوار طويل وشاق في مجتمع كالمجتمع السوداني كما وصفه بروف مختار.
٭ هناك اشراقات يفرض ضؤوها الوقوف عندها مثل ( دعوة الشباب الديمقراطي الليبرالي في السودان للتكتل والمبادرة).
٭ يقول بروف مختار معظم شباب السودان ينأى بنفسه عن العمل السياسي.. وتدل التجربة على انخراط فئة بسيطة من التلاميذ في تنظيمات الحركة الطلابية في مرحلة الثانوي ويتواصل نشاط بعضها في الجامعات حيث يتعاظم العمل السياسي بنمو وعي الطلاب السياسي وحسهم الوطني وادراكهم لاهمية مشاركتهم في الشأن العام ، ولقد لعبت الحركة الطلابية دوراً تاريخياً محورياً في النضال السلمي لتحقيق الاستقلال ودعم النهج الديمقراطي وتفويض النظم الشمولية وتنمية قطاعات ومؤسسات الأمة المختلفة بقيادات مهنية واقتصادية واجتماعية وسياسية وعلمية وفكرية وعموماً ينشغل معظم الشباب بعد التخرج في مجالات العمل المختلفة وبناء قدراتهم وتشكيل مقبل حياتهم بالزواج وتربية الأطفال.. وشيئاً فشيئاً يبتعدون عن العمل السياسي فيما عدا قِلة من الفئات العقائدية الملتزمة.. وفي السبعينات وربما الثمانينات وما قبلهما كانت الحياة سهلة ومجالات العمل متوفرة ومشاكل الحياة اليومية مقدور عليها ولم يحس غالبية الشباب في السودان وربما في العالم العربي كله بأهمية العمل السياسي، ولكن بمرور الزمن وتعقد الحياة المعيشية وتضاعف معدلات الفقر والعطالة وارتفاع معدلات الفساد واعتماد النظم الشمولية على استراتيجيات أمنية لقهر الشعوب وكبت الحريات تضاعف الاحساس بالظلم وأحس الشباب في العالم العربي بأن هنالك خللاً في الدولة نتيجة لفساد الأنظمة الشمولية الاستبدادية وأن استقامة حياتهم تستوجب التصدي لهذه الانظمة ، وبمرور الزمن تضاعف هذا الاحساس وتعاظم الاحتقان السياسي وتفاقم الاحساس بالظلم وزاد عن حده مما أحدث التغيير النوعي المنتظر انفجار ثورات الربيع العربي، فجر هذه الثورات شباب تفوقوا على قيادات الاحزاب في الساحة السياسية وجمعت بينهم كراهية النظم العربية الشمولية والاتوقراطية الفاسدة والمفسدة والتي عجزت عن حل مشاكل شعوبها عامة ومشاكل الشباب خاصة حيث تفشت البطالة وانتشر الفقر والمرض وكبت الحريات والمحسوبية واستغلال النفوذ وملاحقة إرهاب الاجهزة الامنية ، وفي حالة مصر تداعى الشباب من كل ألوان الطيف السياسي وغير السياسي ومن كل حدب وصوب بالحواسيب عبر البريد الالكتروني.
٭ أكتفي بهذا القدر من مقدمة هذه المبادرة وأشكر بروفيسور مختار على إهدائي هذا الكتاب الذي أتمنى أن يلاقي الاهتمام ويجدد طرح هذه المعضلة في السياسة السودانية والبحث عن نموذج للديمقراطية يتناسب مع طبيعة مجتمعنا وتكويناته المتشابكة.

[LEFT]هذا مع تحياتي وشكري [/LEFT] [/JUSTIFY]

صدي – صحيفة الصحافة
أمال عباس