نور الدين مدني

للخروج من الدائرة الجهنمية!!

[JUSTIFY]
للخروج من الدائرة الجهنمية!!

* لسنا من الذين يستعجلون التفاؤل، وفي نفس الوقت لا نستعجل التشاؤم لثقتنا في شعبنا وحكمته وعبقريته التي يواجه بها الأزمات والاختناقات.

* لذلك لم نيأس من الدعوة للحل السياسي الشامل والتحوُّل الديمقراطي، رغم أن مجريات الواقع لا تُطمئن، إلا أن حسابات الواقع أيضاً تجعلنا لا نفقد الأمل في التغيير المنشود.

* كان الأسبوع الماضي حافلاً بالتوترات التي نجمت عن الإعلان عن إجراءات اقتصادية تتضمن ضمن ما تتضمن رفع الدعم عن البنزين، أشعلت الساحة السياسية وفاقمت حالة انفلات الأسعار وزادت من حجم التوتر السياسي.

* في ذات الأسبوع الماضي حدث حراك سياسي ملحوظ عزاه البعض للإستراتيجية التي توصَّل إليها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بعد ما نُشر عن اعتكافه للخروج بها لحلحلة الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية القائمة في البلاد.

* بعض اللقاءات قادها الرئيس شخصياً وهذه تمت مع الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، ومولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، إضافة لترتيبات ما زالت قائمة للقاء الشيخ الدكتور حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، وبعضها قادها مساعد رئيس الجمهورية العقيد ركن عبدالرحمن الصادق ووزير المالية علي محمود ومحافظ بنك السودان محمد خير الزبير مع بعض الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للتشاور حول حزمة الإصلاحات الاقتصادية.

* الثمرة الظاهرة التي حققتها هذه اللقاءات خطوة إرجاء رفع الدعم عن البنزين، رغم أن هذا لا يعني إلغاء القرار جملةً واحدة، إلا أننا نعتبر قرار الإرجاء أمراً إيجابياً خاصة عند ربطه بإجراء المزيد من المشاورات مع القوى السياسية الأخرى حول إجراءات الإصلاح الاقتصادي.

* الثمرة الثانية التي أفرزتها هذه اللقاءات، هي تصاعد أصوات دعاة الإصلاح السياسي الأهم لإنجاز الإصلاح الاقتصادي. وعندما نتحدث عن الإصلاح السياسي، فإننا لا نتحدث عن مشاركة الآخر في الحكم، خاصة وأن تجربة المشاركة في الحكم جُرِّبت من قبل والآن، ولم تثمر نتائج إيجابية.

* إن الإصلاح السياسي المطلوب ينبغي أن يُفهم في إطاره الأشمل الذي يعني الخروج من الحكم بأجندة الحزب الواحد إلى الحكم بأجندة وطنية قوية جامعة، يستظل بظلها كل أهل السودان الباقي بكل اتجاهاتهم وثقافاتهم وأثنياتهم بلا هيمنة ولا وصاية ولا قهر سياسي أو إرهاب فكري.

* الإصلاح السياسي يحتاج أيضاً إلى اتفاق على دستور أهل السودان وعلى الفترة الانتقالية الأهم للانتقال من دولة الحزب إلى دولة الوطن الجامع.

*هذا هو الإصلاح السياسي المنشود للخروج من الدائرة الجهنمية واختناقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]