احتراق الطائرة السودانية يطرح كثيرا من التساؤلات


واستنكر عدد من الخبراء ما سموه ضعف التعاطي مع الكارثة التي راح ضحيتها أكثر من 30 شخصا مع فقدان ستة آخرين، مشيرين في الوقت نفسه إلى احتمالات وجود أخطاء بشرية.
ورغم تأكيد السلطات السودانية نجاح مجهوداتها في تقليل الخسائر البشرية، ما تزال الشكوك تتوالى بشأن المفقودين الذين أعلنت الخطوط الجوية السودانية عدم التوصل إليهم حتى الآن، ليفتح ذلك بابا للاجتهادات حول إجراءات السلامة المتبعة.
أربعة افتراضات
واعتبر الكابتن شيخ الدين محمد عبد الله أن أسباب الحادث تظل محصورة في أربعة عوامل قد تكون “طبيعية أو خلل في الطائرة أو خطأ بشري من الطاقم أو مشكلات في المطار نفسه”.
وقال شيخ الدين للجزيرة نت إن الطائرة قطعت مسافة كبيرة امتدت من الخرطوم إلى عمان ثم دمشق لتعود إلى الخرطوم وتنتقل إلى بورتسودان قبل العودة مرة أخرى إلى الخرطوم، مشيرا إلى أن ذلك ربما أدى إلى خلل داخلي في الطائرة.
وأضاف “نحن نقول مجرد افتراضات يمكن أن يكون جزء منها هو وجود مياه في المدرج، ما تسبب في التأثير على كوابح الطائرة”.
لكنه استدرك بالقول ربما تعطل جهاز الاقتراب من الهبوط وبالتالي اصطدام الطائرة أو جزء منها بالأرض، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
وتوقع شيخ الدين أن يؤثر الحادث على سمعة الخطوط الجوية السودانية “ما يدفعنا للمطالبة بأن تعمل الشركة على تجديد أسطولها حتى تتمكن من المنافسة مع الشركات الأخرى”.
بشأن أسباب احتراق الطائرة (الجزيرة نت)
تضارب المعلومات
ومن جهته اعتبر الخبير في مجال حوادث الطائرات المقدم متقاعد مسلمي محمد علي حمد أن احتراق الطائرة “بهذا الشكل” ربما نتج عن عدة أخطاء ما كان لها أن تحدث.
وقال للجزيرة نت إن تضارب المعلومات من المسؤولين السودانيين حول عدد الضحايا وعدم الكشف عن أسمائهم ونشر أسماء الناجين فقط “يعطي الإحساس بوجود سوء في تقدير الموقف”.
لكنه استبعد تسبب الأمطار والعوامل الطبيعية في احتراق الطائرة قائلا “رغم انتظارنا للجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة لمعرفة الأسباب فإننا نرجح وجود أخطاء بشرية”. وأضاف أن هناك مسؤولية جماعية يجب أن يتحملها المقصرون.
تساؤلات
ومن ناحية أخرى تساءل خبير في مجال السلامة الجوية رفض الكشف عن اسمه عن عمر الطائرة قبل أن تصبح في ملكية الخطوط الجوية السودانية.
وتساءل أيضا عن أجهزة الإطفاء الطارئة وكيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث التي -حسب قوله- ربما أثرت في سمعة الخطوط الجوية السودانية لفترة طويلة.
وقال للجزيرة نت إن تضارب المعلومات الواردة من المسؤولين “تجعلنا نتساءل: من المسؤول المباشر الذي ينبغي أن يكون مصدر المعلومة حتى لا يكون المواطن نهبا للشائعات واجتهاد وسائل الإعلام”.
الجزيرة نت [/ALIGN]