ولسوف يعطيك ربك فترضى
*الحياة لا تخلو من دروس وعبر نحتاج لاستصحابها ونحن نواجه التحديات والضغوط والمشاكل التي تعترض مسار حياتنا، فقد خلقنا الله في كبد ونعلم أن الحياة كلّها تعب وأنه لا منجاة من الناس الذين يصوبون سهامهم عليك ما دمت تسعى.
*لا راحة في هذه الدنيا التي يشقى فيها الإنسان في كل مراحل حياته منذ أن تضعه أمه وحتى ينتقل إلى رحمة مولاه، يتعرض للابتلاءات والمكاره ولا يسلم من سهام الناس إلا في الجنة التي ينبغي أن نعمل لها دون أن ننسى نصيبنا من الدنيا؛ لأنه هناك فقط ينزع الله ما في صدور الناس من غلٍّ.
*نتوقف هنا بالتأمل والتدبر أمام هذه التجربة الحية التي سردتها صاحبتها مشكورة في النت؛ لأن فيها ما يعين الذين يقنطون من رحمة الله وأن يتذكروا أن رحمته وسعت كل شيء منذ بدء الخلق وحتى قيام الساعة، لا راد لمشيئته بحق كنّ فيكون.
*ذكرت (صاحبتنا) أنها دخلت في تجربة قاسية حرمتها من زواج لم يتم بسبب أم مَنْ تقدم إلى أهلها للزواج منها؛ لأن الأم قالت إن عمرها لا يمكنها من تحقيق أمنيتها لها بأن ترى أحفادها من ابنها!!.
* أصيبت صاحبتنا بصدمة كادت أن تفقدها الأمل في بناء حياة زوجية، خاصة وأن قطار العمر يمضي وقد قاربت الأربعين من عمرها وتخشى أن يحرمها الله من نعمة الإنجاب، لكنها صبرت وتعلقت أكثر برحمة الرحمن الرحيم الذي يرزق عباده بغير (حساب).
*عزمت النية على أداء العمرة وشاء لها الله أن تؤديها خالصة لوجهه الكريم، وأثناء أدائها العمرة وبينما هي نائمة رأت رؤيا مصحوبة بصوت يتلو قوله سبحانه وتعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى)، استبشرت خيرا لكنها لم تخبر أحدا بهذه الرؤيا وإنما اكتفت بالدعاء بأن يجعلها الله رؤيا خير وبركة.
* أثناء عودتها بالطائرة تصادف أن جلس إلى جوارها شاب لم تلتفت إليه ولم يتبادلا الحديث إلى أن هبطا في مطار الخرطوم لتجد في استقباله صديقتها ومعها زوجها الذي اتضح أنه أحد أقرباء جارها في الطائرة عرفاها به وذهب كلا منهما في طريق.
*لم تمض أيام إلا وجاءت صديقتها ومعها زوجها وآخرون لم تعرفهم إلى منزل صاحبتنا ليطلبوا من والدها يدها لجارها في الطائرة الذي جاء إلى السودان في إجازة بنية الزواج قبل أن يعود إلى مقر عمله بالخارج مرة أخرى.
*تمت مراسم الزواج وسافرا إلى مقر عمل الزوج، بعد خمسة أشهر من الزواج شعرت بأعراض لم تعرف كنهها، وعندما أخذها زوجها إلى الطبيب اكتشف أنها حامل بثلاثة توائم، لم تسعهما الفرحة وقررا تسمية التوائم الحسن والحسين وفاطمة.
*وهما في طريق العودة أخبرته بالرؤيا التي سمعت فيها من يتلو قوله سبحانه وتعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى). صدق الله العظيم.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]