آمال عباس

مشروع السجل المدني… ليس في شرعتنا عبد ومولى


[JUSTIFY]
مشروع السجل المدني… ليس في شرعتنا عبد ومولى

الأستاذة/ آمال عباس
لك التحية والود
رحم الله الشاعر مرسي صالح سراج، صاحب الفكر الثاقب والتفكير المتقدم، وصاحب الحس الانساني الشفيف والقدرة العالية في تأكيد المعاني الانسانية العظيمة وعلى رأسها (المساواة) التي وردت في قصيدته العصماء (يقظة شعب) والتي ترنم بها الراحل وردي.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولأن للأشياء أصولا ومرجعيات، داعبتني عبارته (ليس في شرعتنا عبد ومولى) ونحن نطوف أصقاع السودان الحبيب نبشر بمشروع السجل المدني، حيث ينبعث نداء الرقم الوطني من أبواق شتى، يسعى للناس في أسواقهم ومتاجرهم ومصانعهم، ثم في مدارسهم، وهو نداء لا يميز بين رجل وامرأة، وبين شيخ هرم وطفل رضيع، مستحقاته ميسورة فقط أن تكون سودانيا، والرقم الوطني (تطلع) جاء ليكمل مسيرة عزيزة نعتز بها، مسيرة فيها عازة في هواك وعلي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وود حبوبة والمهدي والنجومي وعبيد ختم، فإن كنت من هؤلاء ستسأل يوم (الحوبة) عن رقمك الوطني الذي سيبقى في ذلك اليوم تاجاً على رأسك تسعى به بين العالمين فخوراً وعزيزاً بالانتماء لهذا النيل الذي أرضعنا وسقى الوادي بكاسات المنى، وسيتفرع الانتماء لمشاهد في الذاكرة والوجدان، أم درمان دار الهجرة الأولى، الضريح الفاح طيبو عابق السلام بالمهدي الإمام، وأم دبيكرات التي أدهشت الغزاة، وكورتي وكيف صنع الرجال ملحمة وتاريخاً تنبعث منه رائحة الموت والتضحيات العظام، وجاءت زغرودة مهيرة تهز الكيان الوطني وتدفع الرجال لبؤرة الموت الزؤام، ثم تسجّل المشاهد بحروف من نور في قائمة الشرف وسجلات الخالدين الرموز، والرموز تتحول إلى منصات انطلاق نحو غد مشرق إلى الثريا في عنان السماء وفي فضاء مفتوح وتنافس شرس في ميدان لا يقبل المتقاعسين والمتواكلين، ولا (حبل المهلة يحل ويربط) و(باركوها يا جماعة) ميدان شرس لا تقبل فيه (فضيلة الصبر) إلا بعد استيفاء شروطها ومستحقاتها من سداد ما علينا من عطاء وطاقة… والرقم الوطني رؤية عظيمة وفهم متقدم في ترتيب الأولويات، تتناغم مع مثل سوداني عتيق جرفه النسيان إلى قاع الذاكرة (أمسك الحبل ويوديك للوتد) فواحدة من آفات هذا المجتمع العظيم ان أشياءنا مبعثرة، وأولوياتنا ضد الترتيب والنظام، فخيراً فعلت الدولة بأن وضعت الحصان أمام العربة لتبدأ مسيرة المدنية والمواطنة العزيزة وتوحيد المعاير التي تعلي من قيمة الفرد كإنسان أولاً، ثم ترتب له حقوقه.
الرقم الوطني هو دعامة المساواة الأولى، ألم نقل في غنائنا الآثر (ليس في شرعتنا عبدٌ ومولى)… وفوق هذا أو ذاك فالرقم الوطني درس عملي واختبار وتحسس لمكان التربية الوطنية في دواخلنا.

ويبقى الوطن
عقيد شرطة
محمد علي عبد الجابر

[LEFT]هذا مع تحياتي وشكري [/LEFT] [/JUSTIFY]

صدي – صحيفة الصحافة
أمال عباس