آمال عباس

الى أين نحن مساقون؟؟!!


[JUSTIFY]
الى أين نحن مساقون؟؟!!

٭ مع اتساع الفجوة بين الجماهير وبين الكيانات السياسية من المؤتمر الوطني الى آخر حزب تكون الاحزاب على فكرة تجاوز عددها السبعين حزباً شيئا يحير ومع ذلك الانسان السوداني لازال يتمسك بحبال الأماني والأحلام في حياة هادئة ومستقرة في وطن مساحته بعد الانفصال قارة وقاطنوه شعوب.. بل يجب أن يتمسك بهذه الاحلام والأماني ويتحول من خانة السلب الى خانة الإيجاب.. ويتحول من حالة اليأس والحيرة الى خانة الفعل من أجل التغيير، تغيير الحياة الى الافضل والخروج من دائرة الحصار اللعين وبعد ملاحم نضال وتضحيات نال السودان استقلاله السياسي ومرت على هذا الحدث الوطني الكبير 85 عاماً ولكن هل تحققت أماني وأحلام الانسان السوداني في الاستقلال السياسي.؟
٭ المراقب يقول إن مشاوير الأماني والاحلام كانت متقطعة والطريق مليء بالمطبات والعثرات.. وبالرغم من خروج المستعمر تأرجحت الحياة بين سياسات الحكومات الوطنية بأنظمتها المختلفة وظل الجرح النازف في الجنوب يتقيح وينزف بين المرحلة والأخرى وان سكت عقد من الزمان (37-38) لينفجر أعمق وأوسع ويسكت حيناً آخر باتفاقية نيفاشا 5002-0102 ولكن ذات الاتفاق أحاطت به المخاطر وكثرت في طريقه المطبات والعثرات حتى انتهى الى الانفصال وانشطر الوطن واصبح سودانين يتشاكسان ويتفاوضان وبينهما خطوط البترول تارة يقفلها سلفاكير وأخرى البشير.. والجنوب لم يكن وحده في محيط الحراك السياسي في مشكلات السودان لحقته دارفور والنيل الازرق وكردفان والشرق.. والخ.
٭ في ربع القرن الماضي ومع متغيرات الشرط السياسي في العالم وسيادة النظرة الاحادية القوية هنا وهناك بلغت أزمات الحياة في السودان مداها على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وزادت الحاجة للتمسك بحبال الأماني في فسحة ولو منقوصة من السلام والاستقرار فقد ازدادت الجراح واتسعت مساحات النزيف وضاقت مساحة الاماني والاحلام ولكنها لم تنعدم مع قتامة المناخ في أجواء رفع الدعم عن المحروقات وبعض السلع الأخرى التي غطى عليها توقع غلاء البنزين والجازولين، يقول وزير المالية الشعب اعتاد على رغد العيش لذلك اصابه الذعر من ارتفاع الأسعار والتساؤل أين رغد العيش هذا ألم يناقض الوزير نفسه وهو يقول البيوت كانت شينة والبيتزا كانت سمع.. مع ذلك لم تنعدم مساحة الآمال والأحلام مع قتامة المناخ وكثرة الظاهرات المفزعة والمخيفة على الصعيد الاجتماعي ألم تلاحظوا في السنوات الماضية نوعية الجرائم.. طالب جامعي يقتل زميلته في حرم العلم بالسكين وطالب آخر يقتل ابنة خالته الطالبة الجامعية أيضاً وبالسكين وطالب جامعي يقتل زميله في الغرفة بسبب غُلاط في الفصل بالسكين أيضاً وأب يسكب البنزين على زوجته وبناته ويحرقهن وأبناء وأختهم يضربون والدهم ويطرودنه من البيت وفتاة تقتل والدها.. وأم تقتل طفلها.. وتاجر ينتحر بسبب أزماته المالية.. وأما عن جرائم الاغتصاب للاطفال فحدث ولا حرج.. كلها أعراض لأمراض خطيرة تسببت فيها الاخفاقات في إدارة حياة الناس.. اخفاقات الحكومة والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني عن اخرها.
٭ كثرت المفاوضات والمبادرات واللقاءات والاجتماعات ولازال ضمير الانسان السوداني النبيل يتعلق بحبال الضوء وسط العتمة وكلما لاح ضوء من بعيد صاح في نشوة وجدتها وجدتها والواقع يقول إن المشكل السوداني صار بحجم لا يحتمل التجاهل أو التساهل أو التمادي في الكلام والمشاكسات وذلك لأن الأزمة السياسية العالمية الاحادية تهدد الكيان الجغرافي والسيادي لهذا البلد الحبيب الذي تدولت مشكلاته حتى النخاع.
٭ باختصار شديد مطلوب من كل الفعاليات السياسية استشعار هذا الخطر بلا تفاصيل حتى يبقى السودان وبعدها نعيد النظر في التفاصيل فالحل الامثل لمشاكل السودان لا يتوافر بشكل كامل عند أهل حكومة الانقاذ التي أتت على ظهر كذبة مشهورة ولا عند أهل المعارضة ولا عند الامريكان ولا الانجليز ولا الالمان ولا الفرنساويين لا عند الايقاد ولا اليونميد ولا عند الأمم المتحدة.. الحل يكمن في حركة الجماهير الفاعلة وفي القراءة المتجردة للواقع ولتاريخ حركة الشعب السوداني..
يا ترى هل لنا أن نردد مع الشاعر:
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت
وكنت أظنها لا تفرج

[LEFT]هذا مع تحياتي وشكري [/LEFT] [/JUSTIFY]

صدي – صحيفة الصحافة
أمال عباس