نور الدين مدني

الكارثة والعجز المفجع


[ALIGN=JUSTIFY]* نبدأ بالترحم على شهداء طائرة الخطوط السودانية الذين راحوا ضحية الكارثة التي حدثت مساء أمس الأول عقب هبوطها بمطار الخرطوم سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم آلهم وذويهم الصبر وحسن العزاء وأن يشفي الجرحى والمصابين وأن يلطف بنا جميعاً إنه نعم المولى ونعم النصير .
* نحمد للتلفزيون السوداني تغطيته الميدانية الفورية التي حاول الفريق العامل في ذلك الوقت بمساعدة مقدرة من المخرج التلفزيوني شكر الله إبراهيم والإذاعي محمد جمال تقديم أكبر قدر من التفاصيل المتاحة حول الحادثة الفاجعة واللقاءات المباشرة مع بعض الناجين الذين استطاعوا الخروج بأمان.
* نحن نعلم أن رداءة الأحوال الجوية تؤثر سلباً على الطيران ونقدر الظروف التي بسببها عادت الطائرة القادمة من الأردن وسوريا إلى مطار بورتسودان قبل أن تعاود الإقلاع مرة أخرى إلى مطار الخرطوم ، ولكن هذا لا يبرر هذه الحادثة المفجعة.
* لحين اكتمال التحقيق في ملابسات هذه الحادثة الأليمة فإننا لا بد أن نشير إلى أوجه القصور الظاهرة للعيان والتي وردت إشارات لها في إفادات بعض المسؤولين بالطيران وكابتن شيخ الدين محمد عبد الله الذي يعد من الخبراء في مجال الطيران أشارت إلى أن وجود مياه الأمطار أو المطار المبتل على حد تعبير الخبير في مجال الطيران ومدير شركة سيفتي إير احمد التوم سالم قد تسببت في انزلاق الطائرة واصطدام أحد أجنحتها بجسم أدى لانفجارها .
* نذكر هنا أن صوراً بحجم صفحة كاملة كانت قد نشرت من قبل تبين كيف أن المطار قد أغرقته مياه الأمطار ، ولكن بدلاً من أن تتم معالجة هذه الخلل الخطير تم تلاوم فوقي حول مسألة النشر ولكن يبدو أن الحال ما زال في حاله وأن المطار ما زال يمسك بعض مياه الأمطار دون تصريف تماماً كما يحدث في شوارع الخرطوم الكبرى.
* إن معضلة تصريف مياه الأمطار ظلت مستعصية على الحل رغم كل المشروعات العمرانية التي انتشرت في الخرطوم الكبرى وامتداداتها وما تزال الجداول التقليدية تشهد على عجز الوالي وولاية الخرطوم التي غرقت في شبر ماء مع إطلالة الخريف.
* لكن الكارثة تبقى أكبر عندما يطال هذا العجز مطار الخرطوم الدولي ولا حول ولا قوة إلا بالله.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني-العدد رقم:927 – 2008-06-12
noradin@msn.com