رأي ومقالات

عبير زين : الكاميرا الخفية .. خِداع في ثوب الفُكاهه!

[JUSTIFY] رمضان موسم الطاعات مِن صيام وقيام وصِلة أرجام ولكنه تحول بقدرة قادر إلى موسم المشاهدات العالية والتقليعات الغريبة المُريبة من البرامج والمسلسلات، ويُحشد لهذه التقليعات الجهود والأموال طيلة العام لتخرج لنا مُتزاحمةً فى رمضان لتُجرّح صيامنا وتضيع قيامنا!

من أسوأ أنواع البرامج التي تنتجها المحطات الفضائية على الإطلاق- في رأيي الشخصي- هي برامج الكاميرا الخفية التي تقوم على أساس فبركة أحداث ومواقف ووضع الهدف المُحدد (الشخص أو الأشخاص) في جو توتر عصبي ونفسي فيخرج أسوأ ما عنده بغرض لإضحاك الجمهور وإستقطاب المعلنين والمشاهدات العالية.

لا أدرى ما الممتع في مشاهدة مثل هذا النوع من البرامج؟ وما المضحك في رؤية أحدهم مخدوع يتفوه بأسوأ الألفاظ؟ زِد على ذلك أن نوعية هذه البرامج تغولت وإستفحلت وأصبحت تُدار بتقنية وحرفية عاليتين وتخطت مرحلة حبك المواقف الحياتية العاجية الطبيعية إلى صنع مواقف شاذة وغير مُعتادة ليصبح أثرها أسوأ وأعمق على الضيف الضحية حتى وصل شِعار إحدى هذه البرامج إلى القول(عشان ترعب واحد بجد لازم يكون بينيو وبين الموت شعرة!) …. ولن أستغرب أبداً إن علمت أن أحد الضيوف قُضي عليه بسكتة قلبية أثناء تصوير مثل هذه البرامج!

معظم برامج الكاميرا الخفية التي أُنتجت وصُورت سودانياً لم تلاقي نجاحاً كبيراً وذلك يعود للطبيعة السودانية الإستوائية التي لا تقبل المِزاح الثقيل وتعتبره نوع من الخداع والنصب الذي لا يُغتفر، إضافةً إلى أن البيئة السودانية غير مهيئة تماماً لتصوير مثل هذه البرامج التي تطلب تآمر الشخاص والأحداث ضد الشخص المستهدف وقلما تتوفر هذه مع طبيعة الشارع السوداني المُحبة للإستطلاع مما يفسد الكثير من سيناريوهات الكاميرا الخفية.

ليتهم يستثمرون هذه الإنتاجات الضخمة في برامج ذات فائدة للبشر بدلاً عن محاولة قبيحة لإضحاكهم وأرعابهم في ذات الوقت، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ترويع المؤمن لأخيه المؤمن لما فى ذلك من ضرر كبير عليهما معاً، غير أنها تُشيع البغضاء والمشاحنات دون داعيٍ.

همسة:
حرام زيّك يكون عايش .. هموم من غير ونيس جمبو
وكيف قلبك يقاسي براو .. وبسأل ليه؟ وإيه ذنبو؟
فديتك شيلو قلبي معاك .. همومك قشة في دربو
وقلبك حبّه يبقى معاي .. مناي اتهنّى بي قربو
وخاطرك اوعى يطرا سواي .. جميل زولاً هداك قلبو

همسات _ عبير زين

[/JUSTIFY]