فدوى موسى

الصَّغرة البعد الكَّبرة

[JUSTIFY]
الصَّغرة البعد الكَّبرة

يقيني يقودني هذه الأيام للاعتقاد في أن الكثير من الأمور تبدأ كبيرة جداً ثم لا تلبس أن تصغر تصغر حتى في فكرتها ومحتواها.. ماذا يعني أن يقول وزير المالية إن الحكومة تدعم أمريكا (بدعم تستعمله سفارتها من محروقات).. يا جماعة «ماما أمريكا دي ما تدخلوها في كل جملة صغيرة وكبيرة» الموضوع أساساً ما محروقات السفارة.. أنتوا مشيتوا في اتجاه اقناع الناس أنو دي اصلاحات اقتصادية (بعدها سيكون هناك إنفراج) رغم أننا جميعاً لا نصدق ذلك.. وربما أنتم ذات أنفسكم مقتنعين بذلك لكن عليكم بالمزيد من المكابرة.. فماذا ستقولون للشعب بعد رفع الدعم؟.. توقفوا عن الحياة؟..

بعدين تعالوا هنا(شنو حكاية حندعم مباشرة دي) ماياها المئة وخمسين دي.. حقو تمسكوها عليكم وتدورو للناس حياتهم.. يعني الشرائح الضعيفة دي تتنازل ليكم عن المئة والخمسين مقابل أنكم تقوموا بواجب تكاليف حياتهم. (ولا ما كدا يا الدولب؟).. رفقاً بالمنهكين والغلابة ولولا رحمة الله ما بقي من هذه الشرائح إلا القليل.. عوداً إلى أن عدم رفع الدعم سوف يوقف الاقتصاد.. إذن رفع الدعم سوف ينقذ الاقتصاد جميعاً في انتظار هذا الانقاذ، خاصةً وأن وزير المالية يقول إن ذلك يوفر مالاً بحجم الموازنة ذاتها.. وبعيداً عن كل شيء وعلى حد القول الشائع المواطن صابر ولسان حالوا (كدي النشوف آخرتها)… وإن شاء الله وعدكم بعدم العودة لاقتصاد الندرة يكون ناجحاً وما تصغروا بعد كبرة.

المواصلات المواصلات:

تظل المواصلات بالعاصمة هي برلمان الشارع المتحرك وهي ثيرمومتر لقياس حرارة أوضاع الناس.. إن حلت مشكلتها حلت مشكلة عويصة دائماً ما تدخل الأنظمة السودانية فيها امتحانات الفشل… ومازال جدلها في كل الأحوال يحتدم حتى الوصول لايجاد مخرج إضطراري لها في ظل الظروف الاقتصادية القاتمة جداً جداً.. حتى وجر وزير المالية، كل الأمثلة لعدم وجود مشابه لما هو موجود فقد وقع ما وقع، وتبقى أن نقول إن المواطنين في طور الوعي الزائد بالمحافظة على الوضع الاستقراري ولا يعني ذلك نفض اليد عن اسناده وجعل حياته شيئاً ممكناً ومأمولاً.

ونظرة إلى ما يدعو إليه الإصلاحيون كما صرح(أسامة توفيق) عضو التيار- هو التماهي لعدم الإستجابة لمطالب الشعب عبر أثناء القيادة من الحوار مع من يحملون وجهة نظر داخل الحزب.. وهو يشير لضرورة فصل الحزب عن الجهاز التنفيذي وفصل السلطات ومن هذه الزاوية نجد أن الأوضاع عموماً بالبلاد سواء كانت اقتصادية أو سياسية مازالت في طور التأزم الذي لا يعرف ما يعقبه من حالٍ أو مال. لا نملك ونحن نرى البلاد من حولنا تتخطفها الأوضاع الأمنية المتفلتة أن يحفظ الله بلادنا فقد أخذ الإنفصال منها ما أخذ.. وسلب العنف في دارفور ما سلب.. وانتاشها في جنوب كردفان والنيل الأزرق ما انتاشها.. تبقى أن نحفظ زمام ما تبقى.. لعل وعسى يقف سيل الاستنزاف ورهق الحال.. عموماً الشعب السودانية أوعى من كل الأنظمة وأدرى بطاقاته منها.. فإن كان الخلل (راكب الوضع من راسو لكرعينو) فمن العدل الإعتراف الخلل والعلاج ولو على حساب النفس والذوات والمحاسيب.

آخر الكلام: السودانيون أناس رغم قهر الظروف طيبون عند الامتحان… كبار عند المواقف.. ولكن الأكثار من تحميلهم فوق الكاهل قد يضطرهم لنفض الحكمة والوعي عنهم.. فلا تحاولوا إثارة ذلك فيهم (خذوهم بالرضاء.. وأطلبوا مودتهم .. ولاتنزعوا عنهم حقوقهم حمرة عين)

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]