العبيد مروح : توفير الغذاء.. مدخل آخر للدبلوماسية
استوقفتني العبارة الأخيرة من التصريح المنسوب للقائم بالأعمال، ليس فقط لكونها تؤكد المؤكد في شأن قدرة السودان على تأمين الغذاء لشعبه ولجيرانه، وإنما أيضا لتزامنها مع تقرير نشرته منظمة الفاو رسم صورة مقلقة للوضع الغذائي لسكان الإقليم ومن بينهم سكان من السودان، اذ على الرغم من أن “حالة الأغذية وآفاق الإنتاج العالمي من الجبوب”، تحسنت وفقاً لتوقعات المنظمة فإن تقديراتها تشير إلى أن 23 بلداً على الصعيد العالمي، بما في ذلك 26 دولة بإفريقيا، هي في حاجة إلى مساعدات خارجية نتيجة لمزيج من عوامل من الصراع وبوار المحاصيل وارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.
تحدث تقرير الفاو عن الحاجة للغذاء في السودان وفقاً لتقديرات شهر يونيو وقال إن عدد الأشخاص الذين تمس حاجتهم إلى المساعدة الإنسانية تزايد، لا سيما النازحين في المناطق المتضررة من النزاع، وتحدث عن الوضع في جنوب السودان، وقال إنه منذ بدء الصراع في منتصف ديسمبر 2013، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي بشدة إلى ما يناهز 3.5 ملايين نسمة، بما في ذلك 1.1 مليون من المشردين داخلياً، وتحدث عن الوضع في جمهورية إفريقيا الوسطى وقدر عدد الأفراد المحتاجين إلى مساعدات غذائية في ابريل 2014 بنحو 1.7 مليون نسمة، من أصل مجموع سكان البلاد البالغ 4.6 ملايين، واذا كان ما يجمع بين السودان وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى هو وجود نزاعات مسلحة تؤثر على قدرة هذه البلدان على إنتاج الغذاء، فإن أكثر من عشرين بلدا إفريقيا آخر تعاني من مشكلات تأمين الغذاء لمواطنيها لأسباب طبيعية وغيرها وبينها ما يجاور السودان ايضاً.
العالم أكثره يعرف، والولايات المتحدة على رأس هؤلاء، أن الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على السودان أثر على قدرته على إنتاج الغذاء بشكل مباشر ضمن عوامل أخرى معروفة، في حين أن إمكانات السودان الطبيعية تؤهله لتأمين الغذاء من الحبوب لشعبه ولجيرانه، ولعل هذا يشكل مدخلاً إضافياً للحوار وللمدافعة مع الإدارة الأمريكية لإحداث اختراق عملي للحظر الاقتصادي المفروض على السودان ليس في المجال الزراعي فحسب وإنما أيضا في مجالات أخرى ذات صلة.
صحيفة الرأي العام
ع.ش