منوعات

د .محمد عبدالله الريح : تأخر فرقنا في كرة القدم لأن (بنزيننا يكمل) والحل في لعيبة ( ترزيّة ) !!

على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك كتب الاستاذ الجامعي والكاتب الصحفي د . محمد عبدالله الريح عن تدهور الكرة السودانية وتأخر فرقنا ومنتخبنا القومي عن المنافسات وأرجع السبب في ذلك لان بنزيننا يكمل قائلاً : في مقابلة لي مع الرياضي المطبوع الفريق عبدالله حسن عيسى تطرقنا لأوضاع كرة القدم وكان رأي إننا نعاني دائماً في النصف ساعة الأخيرة وذلك لأن مخزوننا من الطاقة واللياقة البدنية ينفد.. (بنزيننا يكمل) لأن نظامنا الغذائي الذي تربينا عليه لا يسعفنا بأكثر من تلك السعرات الحرارية التي تمدنا بالطاقة إلى نصف ساعة من إنتهاء المباراة. ولذلك ظللنا لا نحرز نتائج نفرح بها.

وأضاف قائلاً واشد ما كان يؤلمني هو اننا لم نحقق شيئاً يذكر في مجال كرة القدم .. وكلما صرفنا عليها وهلل المهللون وطبل المطبلون للفريق الفلاني والنادي الفلتكاني واللاعب المهول شمطة واللاعب جردقة واللاعب حُترُب وغيرها من الاسماء الكروية اللامعة الا ازداد رصيدنا من الهزائم المأصلة .. و الوكسات المشهودة حتى انني كتبت مرة اقول أن مرمانا أصبح مرتعاً لجميع الاهداف الضالة التي تضل طريقها في مباراة ليفربول وإيفرتون فاذا بها تتسجل في مرمانا اهدافاً نظيفة . الى هذا الحد نحن موكوسون في كرة القدم .
واقترح فكرة أن يكون لعيبة منتخبنا القومي ترزية لحل مشاكل هزائمنا فقال : لقد ربط التدريب بفكرة عظيمة خطرت على ذهني ذات يوم عندما كنت اقف امام أحد الترزية ليخيط لي جلباباً للعيد .
عدد كبير من الناس احتشدوا ليلة الوقفة أمام ذلك الترزي وقد ظل يعمل دون كلل او ملل الى أن سلمني جلابيتي في الساعات الاولي من الفجر .. وفي هذه الاثناء كنت أراقب رجلي ذلك الرجل وهي تحرك دولاب الماكينة طيلة يوم الوقفة. فاذا افترضنا أن ذلك الترزي ظل يعمل وهو يحرك رجلية لمدة 18 ساعة فهذا يعادل 12 مباراة بشوطيها تصور شخصاً يلعب 12 مباراة أو قل 10 مباريات متواصلة دون أن يصاب بخدر في رجلية أية لياقة تعادل مثل هذه اللياقة ..؟ ومن ذلك الوقت خطرت على ذهني فكرة رائعة
اذا أردنا حقاً أن نحل مشاكلنا الكروية وأن نوقف سيل الهزائم المتلاحقة التي ظل فريقنا القومي يعاني منها .. فالامل معقود في فريق يكون كل افراده من الترزية فهذا رجل لا تحتاج رجلاه الي لياقة وتدريب اكثر مما يقوم به هو يومياً ثم إنه يراوغ بين العراوي والزراير والكرشليق ويمر من جيب الساعة الي الجيب اليمين ويتحرك برشاقه بين جناح ام جكو اليمين والشمال رجل هذا ديدنه حرىّ ُ به أن يقدم لفريقنا القومي خدمة لا تنسى مؤكداً أن فريق من هؤلاء لابد أن يدهش الجميع ويأخذهم على حين غرة وغرزة وكرشليق.

محمد عمر ـ سوداناس

‫3 تعليقات

  1. والله ياود الريح , حتى الطرزية تغيروا , إذ أصبحت المكنة تعمل على الكهرباء وانتهى زمان (الفتيس ) والمكنات السويدية والسنترمان والسنجر القديمة وجاء زمان (الجوكي ) وأخواتها من الصناعات اليابانية والصينية والتايوانية, وما على الطرزي إلا أن يدوس على قطعة حديد صغيرة أسفل (الرجول ) مثبتاً قدمه ولا يحركها إلا في حالتي البداية والتوقف والطرزي الذي كنتم تحلقون حوله وقوفاً منتظرين 18 ساعة لإنجاز ملابس العيد , انقرض , بفعل التطور في هذه المهنة وآلاتها وقد ينجز لك ما تريده , إن أراد , في وقت وجيز دون أن يدلل على قدرته الرياضية وحركة القدم إلى الأمام والخلف , ومشكلة أكثر الرياضيين عندنا أنهم يبدأون اللعب ( بنمرة خمسة ثم ينحدرون إلى الخلف) كما أن النظام الغذائي عندنا غير مرشد ويعتمد فقط على (الدفرة ) أي ادفر العربة لتعمل ! وأننا نحشر المائدة بأصناف غير معروفة القيمة الغذائية , خذ مثلاً : المواد الكربونية المحروقة المسماة ( بالحلو ـ مر ) هل اختبرنا يوماً قيمته الغذائية ؟ أنا عن نفسي كلما شربته تمتلئ بطني بغير سبب وأتجشــأ وأتكرع لفترة طويلة حتى قاطعته بعد أن عرفت أنه السبب !! نحن عندنا ( زمان ) في بادية شمال كردفان , لا نعرف الحلو ـ مر بل نعرف بدلاً منه الآبري وهو مصنوع من دقيق الدخن المخمر ونسميها ( كسرة الخمير ) يصنع على الدوكة كما تصنع (أم فريوات ) المعروفة بالكسرة ثم يجفف الآبري (ولا تجد عليه أثر الحريق والسواد والكربون الموجود في الحلوـ مر), ويبلل ويضاف إليه الماء والسكر ويشرب ماؤه وتؤكل بالملعقة حثالته في رمضان وسائر الأيام , ومن الدخن يأكل الناس في رمضان (الدشيشة )وهو دقيق دخن مقلي مجــروش مضاف إليه الروب والماء والسكر ! نحن يا بروف ثقافتنا الغذائية غير مرشدة ولم يعلمنا أو يعلم أسرنا أحد كيف يصنع الأكل ومناهجنا في المدارس العامة خالية من التعليم الغذائي , وصناعة الغذاء عندنا تعتمد على التجربة والخطإ (trial & error )وكل على طريقته ولكن بعض طرق النساء في صناعة الوجبات والغذاء عندنا ممتازة جداً فلو دونت الطرق هذه في كتب ودرست في المدارس للأولاد والبنات ضمن المناهج العامة لكان ذلك أجدى , ولا يزال في مكتبتي الشخصية كتاب في فن الطبخ السوداني للأستاذة ( نجيبة قرنفلي ) أثنى عليه وقرظه الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري وهو كتاب يشتمل على مئات الأنواع والطرق في الطبخ السوداني وغيره , وهنا في السعودية تدرس البنات في المناهج العمومية مقررات في الطبخ ولكن للأسف قلما يستفاد منها , وقد استفادت بناتي منه وهو يركز على الحلويات والطبخ على الأفران والمتبلات ولكن لا توجد في المنهج كيفية صناعة الإدامات ( الملاحات على اللهجة السودانية ) … وهكذا الرياضة والنظام الغذائي للرياضيين ولسائر الناس عندنا لا يبنى على أسس علمية بل على ( الهبروا ملوا )ولست متأكداً ما الذي يقدم للخواجة القنصل الأمريكاني المعزوم على وجبة إفطار ناس الكباشي غير العصير وربما الحلو ـ مر والعصيدة والكرم السوداني ؟