نور الدين مدني

الكلام ليك


[JUSTIFY]
الكلام ليك

* الرسالة الرقيقة التي بعث بها الدكتور مجدي حسين إلى عدد من أصدقائه، استوقفني أسلوبها ومحتواها في آن واحد، وهي وإن كانت موجهة للمهتمين بالشأن المصري في تداعياته الآنية، إلا أنها تُعطي إشارات مهمة لكل الدول التي تعاني من حالات استقطاب لا يخلو من كراهية ومحاولة لإقصاء الآخر.
* بغض النظر عن طرحه الذي حاول أن يوصله لقراء رسالته التي أصبحت متاحة عبر الإيميل لكثير من القراء، فإن ما يهمنا هو اعترافه بأن (الإخوان) مثلهم مثل غيرهم يصيبون ويخطئون، وخطأهم الأساسي أنهم انحازوا إلى جماعتهم و إلى الإسلاميين ونحُّوا الباقين عن الصورة، فباتوا ضحية أعمالهم وتخبُّطهم.
* رسالة الدكتور مجدي حسين تُشخِّص الحالة المصرية وتجربة الإخوان التي لم يصبر عليها أهل مصر، ولكنها تعنينا بتعبير أهلنا في السودان ـ الكلام ليك يا المطيِّر عينيك ـ أوكما يقول المثل (العاقل من اتعظ من تجربة غيره)، نحن لا نريد تكرار تجارب الآخرين، خاصة وأن عبقرية الشعب السوداني المتفردة قادرة على ابتداع أساليبها الخاصة وليس السير على طريق الآخرين الذي أدخلوا بلادهم في متاهات ومنزلقات خطيرة.
* لذلك لم نُمل الدعوة للحل السلمي ، ولا الدعوة للوسطية والاعتدال، بعيداً عن التسلُّط والقهر، ودون تفريط في شأن الهوية السودانية الجامعة، وهذا يتطلب المضي بجدية أكثر نحو استصحاب الآخرين للاتفاق على مرحلة انتقالية تهيئ الأجواء للانتقال من مرحلة دولة الحزب إلى مرحلة دولة الوطن ، دون تنازلات عن الثوابت العقدية والوطنية.
* بعيداً عن التصنيفات التقليدية التي تجاوزها الواقع السياسي، فإنه لا يمكن عزل الآخر المختلف سياسياً وفكرياً بتصنيفات صماء مثل العلمانية التي لا تخلو من ميزات عملية في العالم من حولنا، ولا الديمقراطية التي يربطها الانكفائيون بالكفر رغم أنها من أرقى أساليب الشورى ووسائل الحكم العادل.
* نقول هذا، وفي ذهننا الواقع الأصعب الذي خلَّفته القرارات الاقتصادية الأخيرة التي هي ذاتها أكثر حاجة لأن توضع على مائدة الحوار وأن تكون الأولوية القصوى لها في سلسلة الحوارات الأهم حول كل القضايا المصيرية اللازمة لإنجاز الإصلاح السياسي والأمني والاقتصادي.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]