مصطفى أبو العزائم

شعبٌ.. وثورة..!


[JUSTIFY]
شعبٌ.. وثورة..!

كتبت مقالاً بالعنوان أعلاه يوم السبت السابع عشر من ديسمبر من العام 2011م ونشر في «آخر لحظة» على ذات هذه المساحة في اليوم التالي.. وكنت قد بدأت يوم أمس في تصفح ما نشرته خلال الأشهر الماضية، فاستوقفني هذا المقال.. ورأيت أن أعيد نشره علّ وعسى أن يكون فيه بعض الذكرى التي تدعو للتأمل في أمر واقعنا السياسي أمس واليوم وغداً.

*****

لفت انتباهي حوار نشرته صحيفة «الشرق» مع البروفيسور عبد الله علي إبراهيم في السابع من هذا الشهر اطلعت عليه من خلال موقعها الالكتروني، أجراه معه زميلنا الدكتور عبد المطلب صديق، كان أبرز ما فيه ما جاء على لسان أستاذنا الكبير والمفكر والباحث المتميز البروفيسور عبد الله علي إبراهيم عن ثورات الربيع العربي، ونتائجها، إذ إنه يرى في ثورات الربيع رغبات تلك الشعوب في التغيير، أما نتائجها المتمثلة في فوز الإسلاميين بعد إجراء الانتخابات فإن ذلك يعتبر حقيقة لا مناص منها وتؤكد في ذات الوقت على أنه لا كبير على إرادة الشعوب..

.. وقال البروفيسور عبد الله على إبراهيم إن السودان في حالة ربيع دائم منذ الاستقلال وإن الشعب بعيد عن الصراع.

وعرَّف البروفيسور عبد الله علي إبراهيم الربيع العربي بأنه حالة شعب ناهض في وجه الاستبداد، والسودان – من وجهة نظره – بهذا المعنى هو في حالة ربيع منذ الاستقلال، وأضاف لذلك تعريفاً توصيفياً وموضوعياً عما يجري في السودان عندما قال إنه تعبئة عسكرية ولسنوات طويلة، استبعد الشعب العامل غير المسلح والقوى الأساسية من الساحة السياسية.

ضرب البروفيسور عبد الله علي إبراهيم مثلاً لذلك في الحالة الأولى الحكركة الشعبية المسلحة في الجنوب، والحكومة في الشمال وفي دارفور الحركات المسلحة والحكومة.. وانتقد تجمع «كاودا» ووصفه بأنه تجمع عسكري ليس له برنامج أو مهام للشعب، وقال إنه من الجانب الآخر فإن الحكومة ليس لها مهام للشعب، إذن الشعب مُغيب وهناك من يستفيد من الثورات باسمه.

الحوار الذي أجرته «الشرق» القطرية مع البروفيسور عبد الله، كان حواراً فكرياً راقياً ممتعاً يقودك للاختلاف أو الاتفاق مع رجل مفكر وباحث في حجم وقامة البروفيسور عبد الله علي إبراهيم.

ربطت بين هذا الحوار وبين (كل) تاريخنا السياسي الذي (مضى) وبين كل توقعاتنا لمستقبل نكاد نراه بعين الخيال، فوجدتُ أن هناك – وعلى الدوام – صُنّاعاً للثورات وللمجد الشعبي ذي البريق الأخاذ، لكن دائماً ما تكون هناك أيد ناعمة تقطف خلسة ثمرات النصر، وتنسب المجد لها، وتداعت في مخيلتي صور الحركة الوطنية، ونموها وتطورها إلى أن تم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في التاسع عشر من ديسمبر عام 1955م وتم رفع العلم في الأول من يناير 1956م.

.. مرت كل تلك الصور مؤطرة بالدماء والسجون وقسوة المستعمر في حصد أرواح الأبرياء منذ لحظة المقاومة الأولى بعد احتلال السودان عقب معركة كرري في سبتمبر 1998م.

لقد كانت هناك دائماً أيادٍ تمتد فتقطف ثمرات الشعوب، ويفوز أصحابها بتيجان الوطنية التي يعرفونها اسماً ولا يعيشونها واقعاً.. ثم تراءات أمامنا صور الثورات الشعبية التي هزت عروش الحكم في أكتوبر 1964م وأبريل 1985م.. ثورات تسقط رموز الاستبداد لكنها تعيد إنتاج المأساة بأن يتزاحم أهل الكهف على حكم السودان.

لقد فتح البروفيسور عبد الله علي إبراهيم بذلك الحوار، باباً ليته يظل مفتوحاً لنبدأ مناقشة جدية حول واقعنا السياسي وما ينتظرنا ضحى الغد.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]


تعليق واحد

  1. الـ وصلت ليه من خلال الخقبة بعد الاستعمار
    انه السودانيين ما بيقدروا يديروا بلد
    واخلاقهم بعد الحكومة الاخيرة اتغيرت تماما
    بقت اخلاقهم المادة واى حاجة فى سبيلها ممكن يعملوها
    الحل استعمار تانى
    شوفوا ناس الجزائر بعد الثورة والاستقلال كلهم اتكبوا فى فرنسا