عادل الباز

أضحك مع الطيب مصطفى


أضحك مع الطيب مصطفى
كثيراً ما استمتعت (بفقع مرارة) الطيب مصطفى حين كان متخصصاً في (فقع مرارتي) في أيام خوالٍ، إلاّ أنني بالأمس ظللت لدقائق أقهقه وأضحك مع الطيب مصطفى (وامشي واجيهو راجع) وأنا اقرأ مقاله (أحزاب الغيبونة).. ضحكت حتى سالت دُموعي.

كتب الأستاذ الطيب مصطفى ساخراً من إفادة الناطق الرسمي باسم الحزب الإتحادي الديمقراطي الذي قال فيها إنّ الحزب شكّل لجنة لدراسة البرنامج الاقتصادي للحكومة، وإنّ اللجنة في حالة انعقاد دائم حتى تقوم برفع توصياتها للحزب لاتخاذ القرار والذي يُصب في مصلحة المواطن!!.

ولله يا أستاذ الطيب صدقت ياهو البضحِّك!!. حزب دخل الحكومة ولم يقرأ برنامجها الاقتصادي وقرار رفع الدعم يكاد يمر ولجان الحزب لا تزال تدرس!!.

ذكّرتني هذه بقصة جرت وقائعها في مدينة الدويم الله يطراها بالخير. كانت المحاكم الأهلية لا تزال قائمة وأمام محكمة وقفت امرأة سبّبت ازعاجاً في سوق الدويم وفي أثناء تداول القضية نام أحد القضاة كعادته دائماً وحين صحا وجد المحكمة أصدرت حكمها بالغرامة خمسة جنيهات على المرأة، ولكن القاضي النائم لم يسمع الحكم، فما أن رأى المرأة لا تزال واقفة أمامه أصدر حكماً مباشراً (إنتي لسع هنا.. حكمت عليك المحكمة بعشرة جنيهات) فردت المرأة (يا رجل هه.. نوم نومك الرجال حكموا).. أيها الحزب الأصل نوم نومك، الحزب الحاكم قرّر رفع الدعم.. رُفعت الأقلام وبُهتت الصحف!!.

د. عادل وشروط القبول

بالأمس في مقال بديع لا يخلو من طرافة حدّد د. عادل عبد العزيز شروطاً لقبول رفع الدعم وهي شروط جميلة ومستحيلة، ولا أعرف ما إذا كان الدكتور جاداً في شروطه تلك أم أنه يلف ويدور خشية رفع الدعم مُباشرةً؟. مثلاً أحد شروط عادل أن تحدد الحكومة كم عربية تملك!!. هسع عادل جادي، هل يمكن أن تعرف الحكومة عدد عرباتها؟ والله لو عرف كم عدد وزرائها ما قصّرت. وثم يشترط أن تعلن الحكومة عن عدد الفقراء الذين ستدعمهم!!. ثم يشترط محاربة التجنيب وإيقاف الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان. مرةً أخرى لو أن الحكومة قادرة على تنفيذ هذه الشروط ما حاجتها لرفع الدعم أصلاً؟!. هذه هي عين الأسباب التي دفعت الحكومة لرفع الدعم فكيف تضعها لها شروطاً. تلك شروط مستحيلة يا دكتور.. وخير لك أن تنصح الحكومة علناً بعدم الإقدام على رفع الدعم وهي الآن مطالبة مستحيلة.

سيناريو اليوم التالي

حين سُئل الرئيس بوتين عن سر دعمهم النظام السوري بعد كل تلك المجازر قال (نحن لا نعرف ما هو سيناريو اليوم التالي بعد إسقاط النظام).

الحكومة لا تعرف سيناريو اليوم التالي حال رفع الدعم، ولذا بدأت تتلجلج. المعارضة لا تعرف ما هو سيناريو اليوم التالي حال رفع الدعم. الموقف المحرج هو موقف الشعب، فهو محتار في سيناريو اليوم التالي، إذ أنّ المؤكد عنده أنّ نيران السلع ستشتعل على بدنه في اليوم التالي، ومن ناحية أخرى لا يدري سيناريو اليوم التالي إذا ما خرج وأسقط الحكومة؟. هو يرى المعارضة حيرى لا تقدم مقترحاً ولا تقنع أحداً بفكره وليس بين يدها برنامج، إضافةً لتشرذمها وقلة حيلتها.

غياب سيناريو اليوم التالي هو السبب في حالة التوهان التى تعيشها الحكومة والمعارضة والشعب على حد سواء. هل يا ترى من باستطاعته أن يكتب لنا سيناريو اليوم التالي بعد رفع الدعم.. إذا رفعت الحكومة الدعم ما هو السيناريو هل في تلك الخطوة الخلاص الاقتصادي ونهاية المعاناة؟

إذا سقطت الحكومة جراء رفع الدعم من أين ستأتي المعارضة بالمال لتعويض الفجوة في ميزان المدفوعات وعجز الموازنة ما هي سيناريوهاتها لليوم التالي.. الشعب ماذا يفعل.. كيف سيعيش في اليوم التالي حين تلتهب الأسواق ما هي خياراته؟. لا أحد يملك إجابة على سؤال.. ما هو سيناريو اليوم التالي..؟

الكاتب : عادل الباز
صحيفة الرأي العام
[EMAIL]elbaaz40@gmail.com[/EMAIL]