زهير السراج

الشعب والحزب


[ALIGN=CENTER]الشعب والحزب!! [/ALIGN] * إنتهيت أمس إلى القول بأن (الاختفاء) الذي أسهم بشكل كبير في صمود وبقاء الحزب الشيوعي السوداني، لم يكن ممكناً لولا المساعدة التي وجدها الحزب من كثيرين جداً، ليست لهم صلة من قريب أو بعيد بالحزب، وهو ما يفسر لماذا ظل الاستاذ (نقد) وقادة الحزب يلهجون بعبارات الشكر والتقدير للشعب السوداني، كلما سنحت لهم الفرصة، على توفير الحماية والرعاية، للحزب الشيوعي وعضويته، فضلاً عن الأشياء الأخرى، وقد استمعنا للاستاذ (نقد) وهو يكرر الشكر للشعب في خطابه أمام الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر العام الخامس للحزب.. وكانت لفتة بارعة منه!
* وما يمكن قوله في هذه السانحة عن مساهمة الشعب السوداني في مساعدة الحزب على العمل السري، وتوفير الملاذات الآمنة، ووسائل النقل والاتصال لكوادر الحزب الشيوعي، هو ان معظم هذه (الأعمال) .. كان يقوم بها (غير الشيوعيين) الذين لا تربطهم بالحزب صلة عضوية، وهو دليل لا يمكن تجاوزه على احترام الكثيرين للحزب الشيوعي ودوره الوطني والنضالي، لدرجة تعريض أنفسهم للخطر، وإلا كيف نفسر ان يظل الحزب يمارس العمل السري تحت الأرض، فترات طويلة في تاريخه، تصل في مجموعها الى أربعين عاماً ويبقى صامداً وحياً، معتمداً في ذلك على مساعدة (غير الشيوعيين)، ثم يخرج للعلن بقوة وحيوية وتنظيم رفيع، لو لم يكن يحظى بالاحترام والتقدير الكبير من الكثيرين!
* وهو دليل أيضاً، لا يمكن التشكيك فيه، ان الحزب الشيوعي السوداني قد نجح خلال مسيرته الطويلة، في اقناع الكثيرين بوطنيته وهويته السودانية، وانتهاجه لـ (فكر) يحترم مكونات هذه الهوية بكل أبعادها، بل ويزاوج بعبقرية بين أساسيات هذا الفكر والإنتماءات الروحية والثقافية للشعب السوداني، بل ويعضها في مركز حركته، بدون ان يتخلى عن (الفكر الماركسي) الذي يستند عليه، وإلا كيف نفسر (أيضاً) المساعدة التي وجدها ويجدها الحزب من شعب عميق التدين، إن لم يكن مقتنعاً بأنه حزب وطني حر، لا يتمسك بالنصوص الجامدة، بل يستخلص منها ما يصلح لظروفه والبيئة التي ينمو فيها!
* ولا أريد هنا أن أعيد القول بأن الحزب الشيوعي السوداني، والاستاذ (نقد)، كان أول من فهم وانتقد وفند (الجمود) الذي حاصر به البعض أطروحات (ماركس وانجلز) عن الاشتراكية، وجعل من الاشتراكية نظرية علمية شاملة ومكتملة، ووضع التجربة السوفيتية في مركز هذه النظرية والنور الذي يضئ الدروب للتجارب الأخرى، فإذا سقطت هذه التجربة، سقطت النظرية، وهو الخطأ الفادح الذي كان الأستاذ (نقد) والحزب الشيوعي أول من نبه اليه وعالجه، ودعا الى عدم رهن الاشتراكية بالتجربة السوفيتية، كما نبه الى خطأ مصطلح (الماركسية اللينينية) الذي ابتدعه (ستالين) لتبرير سياسته القمعية، وبفضل الآراء والأفكار التي قدمها (نقد) وبعض جهابزة الحزب، لم يعد لهذا المصطلح وجود في مناهج وأدبيات الحزب الشيوعي السوداني منذ وقت بعيد، إلا ان البعض (خاصة الكتاب الصحفيون)، لا يزال يخطئ بإطلاق مصطلح (الماركسية اللينينية) على الفكر الذي ينتهجه الحزب الشيوعي السوداني!
* الاحترام الذي وجده ويجده الحزب الشيوعي السوداني، لا يمكن ان ينفصل (أيضاً) عن السلوك القويم لقادة الحزب وكوادره، وهو سلوك لا يمكن ان يكون ناجماً عن فراغ، وإنما من ارتباط وثيق بقيم أخلاقية وروحية عميقة، عكستها مسيرة الحزب الطويلة الناصعة، بل ونظامه الأساسي ولوائحه الداخلية، وصرامة الحزب تجاه أي سلوك غير مقبول من اعضائه!
* هذه مجرد خواطر من مراقب غير لصيق بالحزب الشيوعي السوداني، كان لابد منها والأنظار كلها تتجه نحو المؤتمر الخامس للحزب الذي تأخر أربعين عاماً، وأرجو أن أكون قد أصبت!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1151 2009-01-26


تعليق واحد

  1. أنت كاتب عاشق للمغالطات في وضح النهار !!!

    كيف تزعم أن الحزب وجد الدعم والمساندة من شعب عميق التدين لتدلل على أن مبادئ الحزب لا تتناقض ومعتقدات المسلمين بشكل عام قبل أن نعني بهم الشعب السوداني… في الوقت الذي يقول فيه الله سبحانه وتعالى : (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) .. أليس الإلحاد وفصل الدين عن الدولة هو من أهم أجندة الفكر الشيوعي أو الماركسي سمه ما شئت ؟!!!!

    ما أيسر أن تخلق لنفسك فكراً اقتصاديا وتنمويا في هذا الزمن الذي انتشرت فيه المعرفة وطبقت الآفاق … إن اعتناق الماركسية كفكر ومذهب ليس بهدف التطوير التنموي الاقتصادي وإنما الهدف منه هو تغيير ايديولوجيات الشعوب ومعتقداتهم الراسخة … لأن النظرية الاقتصادية الاشتراكية فشلت في عقر دارها هذا فضلا عن احتياجها للتجديد … ويبقى السؤال لماذا نجدد الفكر الماركسي ليتماشى مع متطلبات العولمة … وما هي اللبنات التي يمتلكها الفكر الماركسي وتنعدم في بقية المدارس الفكرية !! … لن انتظر منك إجابة فأنا اجيبك حتى تستدعي بنات أفكارك وتسمو في آفاق ماركس لتنزل إلينا بوحي جديد !!

    عالم اليوم عالم اقتصادي يعتمد على توفر مصادر المادة الخام ومن ثم امكانية بلورتها عن طريق الصناعات المختلفة لتشكل سوقا يدر رؤوس الأموال التي تدفع عجلة التنمية في مختلف مناحي الحياة …

    أما الوجه الثاني لإكمال عملية التنمية والتطور الاقتصادي هو بسط العدل والمساواة في الحقوق والواجبات وتكافؤ الفرص وفق مفاهيم محددة يتفق عليها أهل البلد المعنيين … فإذا كنت ترى في النظام الإسلامي التشريعي عن حقوق الإنسان ظلماً ونقصاً وضعفاً وعليه لا تقبله كنظام فأعلم أن الشعب (عميق التدين الذي اشرت إليه) عندما تنزل تحت الأرض لتعمل عملك السري فلن يدعك تخرج منها مرة أخرى!!

    وأخيراً كل هذا الكلام مجرد خواطر وانك غير لصيق بالحزب الشيوعي ؟!!!
    وماذا لو كنت لصيق بالحزب الشيوعي أو أحد قادته ..؟ فما عساك أن تفعل أو تقول؟!

  2. امال لو كنت لصييق كنت حتكتب شنو يا رائع. ليس هناك اروع مما كتبت غير الشعب السودانى البطل.

  3. الأخ أبوعبدالله…. الشعب السودانى شيوعى بطبعه…. قيمة التكافل و التعاضد متأصلة
    فيه … لم يعرف الطبقية و الأنتهازية الرأسمالية ألا مؤخرا …. فى المدرسة الأبتدائية كنا طلابا نجلس دون تمييز أبن الوزير بالقرب من ابن الغفير و الراعى لا فرق بيننا و لم نحس بأى فوارق أجتماعية … و كان نتاج هذا الأمر هذا الجيل من المسئولين الحاكمين الآن و الذين ينحدر اغلبهم من اسر مكافحة فقيرة وجدوا فرصة التعليم المجانى دون ان يشعروا باى طبقية محسوسة ….. أنظر وضع البلاد الأن .. ماذ حصل لها فى وضع ما يسمى بأقتصاد السوق … فوضى و سرقة و رشوة و أختلاس واحتكار و مضاربات … نتج عنها نشوء طبقة حاكمة متسلطة أستفادت من الآنف ذكره وكونت طبقة ثرية جدا انفصلت عن باقى الشعب و الذى أصبح فقيرا جدا … من يملك المال يتعالج و يتعلم و من لا يملكه لا يجد فرصة للتعليم و العلاج …. ما يحدث فى عالمنا اليوم هو انتصارا للشر على الخير و هذا نتاج ما أحدثه انتصار الرأسمالية الأنتهازية على الشيوعية …. عندما ينتصر الخير و هذا لا محالة حادثا ستسود الشيوعية العالم .