كفيف سوداني يستخدم الجوال في تحويل الرصيد

بحبل من الصبر ونور من بصيرة متقدة، يجابد الشاب الخلوق عمر عباس الطاهر الحياة، يصرعها مرة وتصرعه مرات، يجلس في كرسي من حديد وبين يديه هاتف جوال في جوفه رصيد يقسمه بين أهالي حي الري بالدمازين (أواسط السودان الشرقية)، فياخذ منهم قليل من المال وكثير من الأمل بغد زاهر لأبنائه سحر وسمر واشرف. وعمر عباس فقد بصره في سنته الأولى في الحياة ولكنه لم يفقد الأمل، وهو يتعرف على النقود بواسطة اللمس، ويتمتع بعلاقات إجتماعية واسعة جعلته محبوباً في الدمازين الشئ الذي أهله ليصبح رئيساً لإتحاد المكفوفين لثلاث دورات متتالية وسكرتيراُ ثقافيا لدورتين، فضلا عن صوته الشجي الذي مكنه من إحياء عدد من الحفلات. تعلم كيفية تحويل الرصيد عن طريق اللمس والإستماع لأزرار الجوال في سرعة ودقة تامة. ويحكي موقف طريق أنه حول ذات مرة رصيد بالخطأ بمبلغ 20 جنيها وعندما إتصل بالشخص المحول له وجد أنه كفيفاً أيضاً فما كان منه إلا أن تنازل عن الرصيد له.
صحيفة حكايات