خالد حسن كسلا : حزب «الترابي» في خطر
وان كان يرى انه يملك الصحيح في احكام الإسلام من فهم وفقه واجتهاد، فإن دوره في هذه الحالة يكون اقناع الناس بما يملك وليس توجيه الصفات التي لا تعني شيئاً مفيداً في سبيل الله إليهم. فالإسلام دين عبادة وقيادة لذلك تبقى المجادلة مطلوبة..«وجادلهم بالتي هي أحسن».. والسعي إليها مهم وضروري.. «وقالوا يا نوح لقد جادلتنا فأكثرت جدالنا». فلماذا إذن لا يطلب الترابي مجادلة هؤلاء الشيوخ الذين يعتبرهم متخلفين أو يستجيب لطلبات مجادلته. إنه يرفض ذلك، حتى حينما يذهب إلى العاصمة القطرية الدوحة حيث مدينة الأضواء الإعلامية ممثلة بقناة الجزيرة، تجده يدخل استديو هذه القناة ضيفاً في برامج ذات طبيعة حوارية فردية مثل برنامج «بلا حدود». أو «الشريعة والحياة».. لكنه يرفض أن يكون ضيفاً على برنامج الاتجاه المعاكس الذي يدير الحوار فيه الدكتور فيصل القاسم ذلك لأن طبيعة الحوار فيه تقوم على مناظرة أكثر من ضيف داخل وخارج الاستديو عبر الهاتف.
إن الترابي استاذ جامعي، حينما تزعم الحركة الإسلامية عام 1964م لم يبلغ الاربعين من عمره، وكان في ذاك الوقت من هم أجدر منه بالقيادة وأقوى منه منطقاً وموضوعية مثل البروفيسور جعفر شيخ ادريس والمحامي الرشيد الطاهر بكر زعيم الاسلاميين قبل الترابي ورئيس الوزراء ووزير الخارجة في عهد نميري.. وكان الرشيد الطاهر معتقلاً بتهمة ضلوعه في محاولة انقلابية فاشلة ضد حكومة عبود العسكرية. أي لم تكن المحاولة الانقلابية ضد نظام ديمقراطي حكومته منتخبة.. واثناء اعتقاله تحرك الترابي بخطة معينة ليملأ فراغ القيادة التنظيمية. ومنذ ذلك الحين وحتى قبل سنوات كان هو زعيم الحركة الإسلامية، طبعاً كلما مر الوقت وهو في قيادة الحركة اكتسب كثيراً من الأضواء الاعلامية والكاريزما، وأي شخص من الاساتذة الجامعيين أو غيرهم لو كان في مكانه لكسب ما كسب هو. فلا شيء يميزه عن غيره في المجتمع السوداني غير أنه تحت الاضواء منذ عام 1964م. والسؤال من أين اكتسب المعرفة؟! أليس من كتب علماء وشيوخ سبقوه؟! لكنه مع ذلك لا تجده يمجد عالماً أو شيخاً، بل يقول: «الكثير من الشيوخ متخلفين». إذن في نظره القليل غير متخلفين. لكن من هم هؤلاء القليل في نظره؟!
لقد أضاع الترابي فرصة ذهبية في الدعوة إلى الله وفي استئناف صورة الاسلام الصحيحة في اذهان الكثير من شعوب العالم. لكن هل يخبئ الترابي قناعات معينة لديه يرى أن من الصعوبة بمكان الافصاح عنها، وبالتالي لا سبيل لمناقشتها وتفنيدها لفك طلاسم تصريحاته الغريبة الشاذة التي لم يسبقه عليها أحد منذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
إنه الآن يتمتع بشهرة واسعة تجذب الناس إلى الاستماع إلى أحاديثه، لكن اذا وضعناها في ميزان المنطق، فهي في الغالب مجافية له. وهو يريد فقط ان يسمعه الناس ويطربون لما يقول، لكنه لا يجب ان يجادل أو يرد على أسئلة تناقش ما يقول.
هو الآن زعيم حزب سياسي انشق عن المؤتمر الوطني بعد إبعاده من رئاسة البرلمان. وليس لحزبه هذا برنامج واضح غير أن زعيمه هو هذا الرجل المشهور جداً الذي كان وزيراً في عهد نميري «الشمولي».. ووزيراً أيضاً في الديمقراطية الثالثة. وحتى هذا الحزب الآن لا يتقدم من ناحية العضوية، بل تمضي عضويته في انحسار. فمنذ تأسيسه كان يتبع له في الجامعات عشرات الطلاب، والآن الرقم شيء لا يذكر، وقد ينعدم. ثم هناك موجة العودة من حزب الترابي إلى المؤتمر الوطني على مستوى أهم القيادات مثل محمد الحسن الأمين وبدر الدين طه. إن حزب المؤتمر الشعبي «حزب الترابي» في خطر. فهو حزب الرجل الواحد، وهذا يعني أنه منبر فقط لهذا الرجل الواحد. ولا مستقبل له.
إن حزب الترابي في خطر.. ولا شيء أمامه إلا العودة إلى المؤتمر الوطني وراء من عادوا.
صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]
اصبت كبد الحقيقه يا استاذ خالد ان الدكتور الترابي له افكار شاذه ولا يتقبلها العقل ولا الشرع ولذا لايريد المواجهه بل ممارسه التشكيك في علماء الامه وارسال بعض الاشارات ليفهم الاخرين بانه رجل علم ودين والاخرين جهلاء لا يفقهون من الدين شئ ويرمي ببعض شطحاته كاختبار ليري ردود فعل الاخرين وحينما يخالفوه ويحاولوا مجادلته يصمت وينزوي ويشتغل بالسياسه وحينما يهدأ الوضع يرمي بشطحه اخري ويتلقفها اتباعه الجهلاء ويروجوا لها وحينما يفضيق عليه الخناق يصمت ويلوذ بالسياسه …ارجو الا اكون صادقا ولكني اشك بانه من عتاه الماسونيين وجعل الدين مدخلا ليتقيأ فيه بهذا الكم الهائل من الشطحات والخزعبلات والافك والكذب والتضليل والترابي ليس برجل دين ولم يدرس علوم الدين بل دكتور في السياسه ولا يفهم في الدين الا بمقدار ما يفهمه عامه الناس من صوم وصلاه والخ ولكن وجد بعض الجهلاء والاغبياء واتخذهم دروع بشريه لحمايته من المجادله….لقد استهزأ قبل كده بعبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقال الترابي انا اخذ علمي من هذا الولد الصغير ..بالله عليكم ماذا تقول لهذا الرجل غير ان تسال الله عليه الهدايه …..