مصطفى أبو العزائم

دولة الظلم ساعة ..


[JUSTIFY]
دولة الظلم ساعة ..

«واشنطون» نصبت نفسها عمدة للعالم أجمع وشرطياً يضع القانون ويطبقه في ذات الوقت، ولأنها لم تجد من يقف في وجهها، إما خشية قطع الدعم، أو خوفاً من ترسانة نووية وغير نووية تهدد بها وتتوعد من يخالف سياساتها، وهي لن تتورع في فعل شيء – أي شيء – إذا ما مُست مصالحها في أي مكان من العالم.

الحكومة الليبية، ممثلة في رئيس وزرائها علي زيدان طلبت تفسيراً واضحاً للعملية العسكرية – لم تقل إرهابية – التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية في «طرابلس» لاعتقال أحد الرجال المطلوبين لواشنطن منذ نحو خمسة عشر عاماً، تحديداً منذ تفجير سفارتين أمريكتين في أفريقيا عند ذلك التاريخ.

الاستيضاح الحكومي الليبي وصل إلى الإدارة الأمريكية، لكن لن يكون هناك رد عليه، فالضحية المجني عليها لن تستطيع استجواب الجاني، في غابة يفترس فيها القوي الضعيف.

وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قالت إن القوات الأمريكية – وهي تعني المارينز – ألقت القبض على «نزيه الرقيعي» المشهور باسم «أبو أنس الليبي»، في طرابلس فجر السبت الأول من أمس.

مكتب رئيس الوزراء الليبي أصدر بياناً جاء فيه أن الحكومة المؤقتة تتابع الأنباء المتعلقة باختطاف أحد المواطنين الليبيين والمطلوب لدى السلطات الأمريكية للاشتباه في علاقته بتفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كل من «نيروبي» و«دار السلام».. وقد أضاف البيان إن «طرابلس» ظلت تتواصل مع «واشنطون» طالبة منها تقديم توضيحات في هذا الشأن.

الحكومة الليبية المؤقتة فعلت ما يقتضيه الواجب والمسؤولية، لكنها على ثقة من أنها لن تتلقى رداً يشفي غليلها، ويخفف من غلواء إحساسها بفداحة الظلم والتحقير الذي وقع عليها جراء الهيمنة والبطش والتعالي الأمريكي.

نحن في السودان ظللنا نعاني من الظلم الأمريكي لأكثر من ثلاثة عقود، بدأت تحديداً بعد إعلان الرئيس جعفر محمد النميري، – رحمه الله – في سبتمبر 1983م تطبيق الشريعة الإسلامية، وظلت حبال الظلم تلتف على أعناق كل أفراد الشعب السوداني، بدعوى معاقبة الحكومة السودانية (المارقة) على خارطة الطريق الأمريكية.

بيوت سودانية تأذت بصورة خاصة من الظلم الأمريكي على بلادنا، وهي قد تضررت كما تضرر كل الشعب السوداني من ويلات الحصار الاقتصادي والمقاطعة، لكن تلك البيوت السودانية تضررت أكثر باحتجاز أبنائها والزج بهم دون دليل في السجون الأمريكية، وفي سجن «غوانتنامو» سيء السمعة، بدءاً من مصور قناة الجزيرة زميلنا سامي الحاج، مروراً بـ«القوصي» ثم المعتقل إبراهيم عثمان، وغيره ممن حبسوا ظلماً وإفكاً في «غوانتنامو».

وحتى عندما قضت محكمة أمريكية بإطلاق سراح المعتقل السوداني إبراهيم عثمان الذي يعاني من أوضاع صحية سيئة طعنت الولايات المتحدة في الحكم، إلا أن محكمة أخرى رفضت الطعن وقررت إطلاق سراحه نهائياً وهو قرار غير قابل للطعن.. ومع ذلك ننتظر.

وغير أسرة «إبراهيم عثمان» هناك أسرة المعتقل السوداني «محمد نور عثمان» التي بقيت على رصيف الانتظار منذ سنوات، على أمل إن يتم إطلاق سراحه، هذا العام، أو الذي يليه.

الحمد لله رب العالمين، فنحن نؤمن بأن دولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]


تعليق واحد

  1. [B][SIZE=6]الحمد لله رب العالمين، فنحن نؤمن بأن دولة الظلم ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة .. عين الحقيقة لاسيما الظلم في دولة المشروع الحضاري !!!![/SIZE].[/B]