فدوى موسى

حبيبي يهديني زهرة!


[JUSTIFY]
حبيبي يهديني زهرة!

عندما استشعر جفاف أحاسيسي مع وقع الأيام.. أذكرك بالخير الزائد.. فكلما أوغلت في الجفاف تأتي حبيبي وتعيدني الى دنياك العامرة بلطف السماحة لكأنني أعود من جديد للحياة التي لم أخبرها من بعد.. ها هي الأيام تنساق بلا قياد الى تواترها الجميل لتقول أن ثمة أمل في الطريق وإن طال السفر.. حبيبي تأتيني.. وتحمل معك الرومانسية طائرة في السماء لا تعرف الحدود ولا القيود إنما الفضاء والتحليق.. أنت أكثر من رائع لكأنك في بستانك المديد تقول لي انني الوحيدة المصرح لها بالدخول والتجوال بين مسارب ودروب البستان الى الحديقة بلا قيد ولا شرط.. لم تلحق بي تحذيراً ولم تقل لي «لا تقطفي هذه الزهرة» أو لا تحصدي هذه الثمرة فكل زهورك نصيبي وكل حصادك خراجي وخاصتي.. كم أعشقك وأعشق عندك الكلمة الناعمة التي أدخلتها في قاموسي الجاف بعد أن مسحت تلك الكلمات الجامدة وأزلتها بواقعها البائس.. فقد جئتك بقاموس كله واقع حار.. وجع.. ألم.. فراق وعذاب قاعدة تراتبية وتصانعية حذفت البعاد وأدخلت مفردة القرب والمودة.. ازلت الزهد واشعلت الرغبة والنشوة مسحت الانهزام وأحييت العزيمة والمواصلة ووضعت مكان العبارة القديمة إيجابية الأمل، وفسحة التمني به.. حبيبي أنت تسوقني بلا إحتجاج الى ذلك الحائط.. لاتكي عليه ومن ثم أكون اكثر قرباً من النظر الى فحوى عينيك والانعزال عن الكون طابع اللحظة والاحترام إطارها.. فنحن بالأرواح لا بأي شيء آخر نلتقي قد تطول أو تقصر الوقفة لكنها وقفة إنسان في سوح الجمال وحضور الصمت والتزام الأدبيات.. حبيبي ونمد المساحات لأنفسنا بكل مسارب الأمل أن نلتقي عند سدرة المشاعر الإنسانية.. لا نرقب إلا المرضاة والتقبل ونسمو فوق ما يظنه البعض عندما تغيب أرواحهم السامية.. وتتبدى حيوانيتهم الطاغية.. حبيبي مِدَّ إليَّ مشاعرك وأمدها إليك أزرع اكثر مما تتخيل إن أنت تأتيتي مهرولاً أتيتك جارية مطيعة إلا من التزام النهج وانضباط النفس.. حبيبي يقولون لي «انك وانك» ولكنني عصية عن سماع اي منقصاً لقدرك أو أي قاصداً تجاهك.. لا تظنني أراك ملاكاً.. لا فنحن بشر.. لكنني أحبك وأراك بشراً في درجة عالية من سمو هؤلاء.. أتخيلك كمن يتحدث بالنفح والمسك ويزيل نفاياته بالبخر والتعرق.. وأنا أعلم أنك لست ملاكاً وطاهراً.. لكنك عندي أرفع درجة.. ثم انني أحلم أن تمتزج روحي بروحك ونعلو فوق المراقي البشرية في السحائب الجائلة لتمطر في الأرض الظمأ وتروي تعطشها وجفافها.. حبيبي دون خاطري وعفوه وجدتني أتيتك بلا عمد القياد ولا استبانة الوثاق لأقول لك أنك وهبتني وشائج لدم لم يجر في العروق.. ولكن اتخذ حقها ومشروعيتها من العصب واللحم والعظم وملأت الأوردة والشرايين بفيضها العامر.. وما يزال بخاطري «البليد» ذلك السؤال «أأنت مِنَّا؟ أأنت من هنا؟» ويُعْيِّني السؤال اجابةً إنك تعرف كيف تجيبني ثم تفطر قلبي ولهاً وعشقاً وهياماً.. ولأنني أعرف انني في حالة غرق أتشبث فيها بقشة ولو كانت في خفتها كما الرِّيشة.. أراك طوق النجاة عند الغرق وأحلم ان تخرج بي الى المرسى.. حيث وداع حالة «البرمائية» الى البر الآمن.. ملاذك الفسيح وعريشتك الظليلة وطيوبك العطرة.. حبيبي مازال هناك بعض الطمع ان تحسن الى خاصتي فهم عزوتي التي أتيتك منها محملة.. وذرائعي إليك بالتواثق وحفظ العهد وبقائه.

آخر الكلام:- يقولون لي «من الحب ما قتل» وأقول لهم «إنكم لم تعرفوا ذلك السلطان الحاسم الحنون.. إنه الحب».. يقولون «أنه اعمى» أقول لهم «ماذا يضيره إن كانت بصيرته أقوى وامضى من بؤبؤة عين الانسان».. يقولون لي «ستندمين» أقول لهم «ما أجمل الندم الى جانبه» وأقف إلى جانبك ممسكة بالزهرة..

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]