تحقيقات وتقارير

مجزرة غزة ومحكمة أم درمان..سـتؤكلون جـميعاً يوم أُكل الثور الأبيض


[JUSTIFY]بدأت في كتابة هذا المقال قبل أيام وأنا ما زلت خارج البلاد في الأراضي المقدسة، عن محكمة العمل بأم درمان لتكون دعوة لكل صاحب حق ليتقدم خاصة العاملون المطالبون بأجرهم لا قبل ولا بعد أن يجف عرقهم، حيث تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يضيع حق وراءه مطالب ولكنني قررت أن يكون مقالي هذا وحسب ما فرضت ظروف الغطرسة الصهيونية الدولية أن تضيع كل المبادئ وما في كراسة حقوق الإنسان تحت وابل السلاح الأمريكي وحماقة آل صهيون وصمت الضمير العالمي وجبن ومذلة الواقع العربي الأليم. وهنا فليعذرني القائمون على محكمة العمل بأم درمان ومكتب عمل أم درمان لتأجيل الكتابة التي وعدت بها وأعددتها عن دورهم وإيمانهم بالعدالة وإصرارهم عليها وقد لمحتهم وهم يقطبون حواجبهم حيرة ممن يسعى للي عنق الحقيقة وشهادة الزور وتناقض المعلومات حتى لمن أقسم على المصحف الشريف في رمضان والعياذ بالله أولست على حق للتأجيل. وقد قررت تأجيل هذا الملف من أجل حرمة الشهر الكريم وعشرته الأواخر ومن أجل مأساة غزة.

ما يحدث من نتنياهو وعصابته ليس غريباً فكل هذا مدون وموجود فيما يسمى بروتوكولات حكماء صهيون التي أعدت في النصف الأول من القرن الماضي، وما يحدث ليس غريباً من الإدارة الأمريكية وهي تدعم بالسلاح وتضليل الرأي العام العالمي بأن من حق إسرائيل حماية مواطنيها من الإرهاب، وليس غريباً من أذيالهم في الاتحاد الأوروبي إعلان الدعم المعنوي للمجزرة، وليس غريباً من لندن وباريس وهما تقرران حظر المسيرات المساندة للفلسطينيين وتدمير العاصمتين الكبيرتين وما يروجانه منذ قرون عن حرية الرأي، وليس غريباً من كل هؤلاء ولكن الغريب حقاً ما يصدر من بعض العواصم العربية من مبادرات وتصريحات تساوي بين المعتدي والمعتدى عليه.

الضربة الحمقاء التي قتلت الأطفال وهدمت المستشفيات مؤلمة ولكنها ليست أكثر إيلاماً من كشف مواقع أنفاق الإغاثة وإنقاذ المتضررين من الحصار للعدو، وليست أكثر إيلاماً من تلك القنوات التي هاجمت حماساً لرفضها المبادرة المصرية المذلة، ومن تلك القنوات التي ذكرت مشاهديها بأن حماس منظمة إرهابية محظورة في معظم بلاد العرب، وليست أكثر إيلاماً من ذلك العربي المسلم كما تدل سحنته واسمه الذي استنكر ما يتردد بأن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى وذهب أبعد من هذا واصفاً أن تقدم قضية فلسطين على قضايا بلده بعدم الوطنية. وأنا أتابع ذلك كدت أجد العذر لمن استخدم لغة الاغتيالات وخطف الطائرات وتفجير المنشآت وخطف الدبلوماسيين.ما يحدث حالياً في غزة وما ظل يحدث فيها وفي جنين في الضفة الغربية وغيرهما منذ سنوات، وما حدث في إفريقيا الوسطى ويانمار وشمال نيجيريا، وما يحدث حالياً في العراق وسوريا وليبيا واليمن، وما يحدث في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، وما قد يحدث في بقية بلاد العرب والمسلمين، ما هو إلا صورة واحدة تكررت وتتكرر، وأي واحد منا سينطبق عليه المثل السوداني القديم كالنعامة يقطعون في أذنيها وتقول ــ إن شاء الله حلم ــ وليس بعيداً القول العربي المأثور ــ ستؤكلون يوم أُكل الثور الأبيض.

صحيفة الانتباهة
كمال حامد
ت.إ[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. يا كمال حامد
    كفى مزايدة.. فأنت وأنا وكل مغترب يعرف أن مساندتنا (وحماسنا)وتقدمنا الصفوف (العربية) في قضية فلسطين لم يأت لنا ولا بكلمة شكر أو اعتراف أو ندية حتى فما زلنا عند العرب (….)وانت أكثر من يعرف ذلك واترك عنك ما تلاقيه أنت بجكم الموقع لا أكثر ولا أقل…لقد تبرعنا منذ سبعين عاما أو يزيد وانفلعنا وتفاعلنا وعندما بدأت نذر المجاعات والحروب عندنا لم نجد سوى التجاهل التام التام التامونحن نري الجميع يتسابقون الآ، وعند حدوث أي شيء لمد سوريا ولبنان وغزة بما لو وصل لنا عشرة في المائة منه لتغير حال الكثير …
    الزيت كان ما كفا البيت يحرم علي الجامع بطلوا متاجرة بقضايا البلد وتفاعلوا قليلا مع أبناء بلدكم