منوعات

“استراحة محارب” ربّما أخطأ الكثيرين بظنهم حيال انزواء والي الجزيرة السابق عن المسرح السياسي.. الرجل يرتب للعودة مجددا إلى جامعة الخرطوم لكن المؤكد: المتقاعدون في الإنقاذ لا يذهبون بعيداً!

[JUSTIFY]الحقيقة الباهرة والتي ظل عليها نظام الإنقاذ أن كوادره الكثر في سنام الدولة لا يحالون إلى المعاش، بل يستريحون قليلا بعد أن يوفوا بواجباتهم الموكلة إليهم من ملعب إلى آخر ومن وظيفة إلى أخرى، بل إن “استراحة محارب” تقليد رئاسي مر به كثير من رجال الإنقاذ سرعان ما يقفزون منه إلى مركب الدولة مرة أخرى يحملون ذات الأشرعة، فالأمسية التي استضاف فيها الزبير بشير طه والي الجزيرة ثلة من الصحفيين واتحاد الطلاب السودانيين في ليلة تكريمية وزيارة اجتماعية “نشطت” هدب ذاكرة الرجل مرة أخرى للحديث أمام الكاميرات التي فارقها في معركة كبيرة بولايته الخضراء عائدا لدكة الاحتياطي، أو في تقديره هو إلى المنصة التي يحبذها.. يجلس الزبير باسترخاء تام وكأن أحداث ولايته العاصفة قد مرت عليها عقود، وأن تاريخها أصبح ممحوا من ذاكرته، فبدأ مشغولا أكثر بقضايا التعليم، وغفلت ذاكرته عن عمد أو بدونه من ذكر أي يوميات سياسية، بل إنه حتى لم يعرف نفسه بأية صفة قديمة تسنمها في الدولة أو الحزب الذي ينتمي إليه.
في منزله بحي المطار تبدو حالة التقشف لم تفارق الرجل الذي عرف بإفطاره بالفول والعدس، بل إن المنزل لا يشبه معظم بيوت الإسلاميين الحاكمين التي تبدو حدائقها منظمة وخالية من الباعوض الذي كان عالقا طوال الجلسة، لكن السؤال الذي طالما كانت الأمسية تبحث عن إجابته؛ أين يا ترى سيذهب الزبير بعد هذه الغيبة المفاجئة والإقالة من منصب والي الجزيرة؟
يقول البروف في سياق المستقبل القريب إنه سيعود أدراجه للتدريس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الخرطوم، ويرى أنه مثل الزهرة عندما تغادر حقل التعليم تذبل وعندما تعود إليه “تفرهد” من جديد، وبما أن عودته القادمة ستكون في إطار مساهمته العلمية، لذا فإن معظم حديثه جاء متسقا مع المستقبل، حيث استفاض في حديث طويل عن ثورة التعليم العالي وأماط اللثام بأن صاحب الفكرة الأساسية هو الشهيد الزبير محمد صالح، والتقطها منه إبراهيم أحمد عمر للتنفيذ، ورغم ما كاله له البعض من اتهامات بأن الثورة كانت كمية وليست نوعية حسب ما قال، إلا أنه عاد مرة أخرى للتأكيد بأن نبوغا كبيرا قد ظهر في طلاب ثورة التعليم العالي، بل ذهب للقول بأنه في أحد مؤتمرات قياس نسبة تمدد التعليم في الدول الأفريقية بدولة جنوب أفريقيا فاجأ ممثلين لـ(800) جامعة بأن السودان قد حقق تقدما في السعة الاستيعابية بنسبة (1000%) فما كان من القاعة إلا أن ضجت بالصياح وعدها البعض خرافة أو أنه لم يكن دقيقا في قراءته للرقم، لكنه في النهاية أثبت ذلك، وقال إن نسبة التمدد وصلت الآن حوالي (170) جامعة سودانية تدرس ملايين الطلاب، فيما كانت سعة جامعة الخرطوم لا تزيد عن ألفي طالب في الستينات والسبعينات.
من خلال الجلسة التي امتدت لساعات خلا حديث الزبير تماما من أية عبارة سياسية ولو مستبطنة تكشف عن حسرة الرجل على منصبه كما يفعل الكثير من المقالين والمتقاعدين أو حنينا يجرفه لولاية فارقها بسنان الصراعات، وظل معطونا في إرثه المعرفي بين جامعة الخرطوم وحتى تخوم المملكة المتحدة ونشر الإسلام فيها، كما رسخت خلال الجلسة من واقع استقرائي لدى الحضور لحالة الزبير أن الإنقاذ طالما كانت مخطئة في تسكين كوادرها وتطبيق نظرية “الرجل المناسب في المكان المناسب”، وهو ما حدا برئيس اتحاد الطلاب النيل الفاضل إلى ذكر كل عبايات الرجل التي ظل يلبسها في مختلف المجالات العلمية والجهادية ما عدا جلباب السياسة، لكن رغم ذلك فإن آفة السياسة تحاول ربّما- أن تطوق الرجل مرة أخرى بمنصب يضج الآن بصياح عال للعودة مرة أخرى!

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. مجرد سؤال الزبير عمره اكثر من 68 عاما لماذا لا يحال الي المعاش اسوة بزملائه وافراد دفعته؟؟؟

  2. احنا هينين , قول عملاء و صهاينةو مرتزقة زي باقي الشعب السوداني الغلبان ده كلو !.

    بيني و بينك يا بتاع اليوم التالي , انت كلامك الكاتبو ده مصدقو ؟؟؟.