[ALIGN=JUSTIFY]
[ALIGN=CENTER]أيام في بحر أبيض«3» [/ALIGN]
أم هاني.. إحدى محطاتنا داخل مناطق النيل الأبيض.. وصلناها عصراً.. وكان أصحاب السعية على علم مسبق بمقدمنا.. أنزلونا في ذلك الحوش الفسيح.. وصادف تواجدنا اجتماع أهل المنطقة بمنزل عزاء وكنا كالعادة السودانية أكرمونا أشد الكرم, ومن ثم تنادوا للموضوع بكل جدية حيث وجدناهم يحملون هماً كبيراً.. خاصة مشكلة الأكياس المنتشرة في المرعى التي باتت تهدد صحة قطعانهم وتحول بينها والإستفادة من الغذاء الذي يحتاجه الحيوان لمدهم بالألبان واللحوم.. حكوا لنا عن كل المصاعب التي تواجههم بكل أريحية.. وكم تمنينا أن يكون بمقدورنا حل ولو واحدة من تلك المشاكل بصورة آنية عاجلة, وقبل إنفضاض مجلسهم هذا.. (أولاً دايرين قرار يمنع إستعمال الأكياس دي.. دايرين تسهيلات في أسعار الدواء.. ودايرين.. ودايرين) وإستمر الأخذ والعطاء.. وحقيقة لإنسان تلك المناطق مطالب كبيرة تقع ما بين حدود العمل الفني المتخصص وحدود التشريع الولائي وتخوم العمل الإتحادي, وكل ذلك يعتمد على إفراز الميزانيات وإعتمادها وإعتماد برامج فاعلة وتنفذها كوادر مخلصة همها تنمية إنسان بحر أبيض وتحسن من بيئته وقدراته وتسهل حياته التي- رغم توافر كثير من الخيرات- تعد صعبة لما فيها من مجاهدة وصبر وإحتمال.. ورغم مرور عدة أيام على مفارقة منطقة أم هاني إلا أن طعم ذلك الشاي أبو حليب المغلي على نيران (البعر) لم تفارق حاسة تذوقنا الجمعية.. ومنظر تلك الحلة الغريبة لم يفارق ذاكرتنا.. هكذا هي الأشياء الطبيعية تعلق بالخاطر والوجدان.. وعلى (عصير هالك) تحركنا إلى منطقة الآلية ولم يكن مادار فيها بمخالف عن بقية المناطق.
آخر الكلام:
الآلية وأم هاني.. نماذج لمناطق كثيرة في السودان, مطالب إن وجدت السمع لم تجد الفعل المطلوب.
سياج – آخر لحظة -العدد 889 [/ALIGN]